كل شاب عاطل عن العمل يقابله فتاة لم تتزوج

كل #شاب_عاطل عن #العمل يقابله #فتاة لم تتزوج

نصر شفيق بطاينه

قال دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونه خلال مقابلة صحفية مع ناشر موقع عمون الأخباري السيد سمير الحياري ” ان أجمل أيام الأردن هي التي لم تأتي بعد ” كلام طيب وجميل ولا غبار عليه ومفعم بالأمل ويبث الطمأنينه في نفوس الاردنيين ورؤيا تدل على القدرة على الاستشراف للمستقبل يبدو انها ناتجة عن ثقة ومعرفة واطلاع وان هناك خطط لجعل هذا التوقع او الاستشراف يطبق على ارض الواقع ولا نشكك فيه ونرجو ونأمل ذلك ، ولكن دولته لم يحدد لنا زمان حصول هذه البشرى قريبا أم على المدى البعيد او المتوسط أو القريب ومع ذلك فرحنا بهذا البوح ونرجو الله أن يتحقق ذلك قريبا .
هذا الأستشراف على مستوى الوطن أو الدولة أو الأمة قد يطول وقد يقصر لا يهم المهم ان يحدث لأن الدول والأمم والحضارات اعمارها طويلة أطول من عمر الشعوب . طيب اذا اردنا تطبيق هذا التوقع على الأفراد أو المواطنين وخصوصا فئة الشباب العاطل عن العمل وخاصة الفئة التي أصبحت أعمارها في عقد الثلاثينات ولا تزال بلا عمل ولا امل في الحصول على وظيفة فضلا عن الزواج وتكوين اسرة بسبب قلة المال الناتج عدم وجود مصدر للعيش ، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف سوف أقنع شرف وقتيبه وعلي ومجدي……وغيرهم ومن هم في سن الثلاثين وبلا عمل ولا امل بأن اجمل ايامهم هي التي لم تأتي بعد ؟! كم بقي من العمر حتى ينتظر هؤلاء #الشباب ليأتي الأجمل ؟! وخطباء المساجد والشيوخ مصرين على الحديث النبوي الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن اعمار امتي بين الستين والسبعين وقليل فوق ذلك ) هذا على فرض ان الانسان عاش تلك المدة ، فبعد انقضاء اكثر من نصف العمر وغير معروف خط النهاية بالنسبة للتوظيف ، فعن عن أي أجمل أيام تتحدثون ؟! أنا هنا لا استهزيء وأتكلم بجدية وألم وأناقش مستفسرا عن زمن هذه الأيام الجميلة التي سنقنع ابنائنا بها لكي ينتظروا القادم ، أن عداد الزمن وعجلة الأيام والسنين وهي عمر الشباب دوار ولا يتوقف ولا ينتظر احد لكي يتوظف وتأتي ايامه الجميله ، وكما قلنا انفا ان عمر الدول غير عمر الأفراد . والمحزن المبكي ان ديوان الخدمة يعاقب ويشطب اسماء الذين أعمارهم فوق ٤٥ عاما لأنهم لم يتوظفوا ويحملهم مسئولية عدم التوظيف متماشيا مع قانون الضمان الاجتماعي ومتماشيا ايضا مع كل من بلغت خدمته ٦٠ عاما يحال على التقاعد الأمر الذي استحدث بدون مبرر وبحجة ضخ دماء جديدة علما انه لا يحدث ذلك على ارض الواقع الا ما ندر ولماذا تحكموا عليه بالإقامة الجبرية في بيته وتكبلوه وهو قادر على العطاء … ، سيدنا نوح بقي ٩٥٠ عاما يدعو قومه ولم يشتكي الهرم وجو بايدن زعيم اكبر دولة في العالم وقبله ترامب وغيره الكثير من الأمثلة أعمارهم في نهاية السبعينات . رئيس ديوان الخدمة المدنية المحترم صرح قبل فترة ان الديوان غير مسئول عن التوظيف وانما عن التنظيم جميل جدا ، ولتنظيم عملية التوظيف وجعلها أكثر عدالة ، يتطلب أصدار تعليمات بحيث يتم توظيف كل من بلغ سن الثلاثين عاما من عمره والغاء بحقهم أمتحانات التطفيش فلا يجوز أن يمتحن خريج اليوم مع خريج قبل عشر سنوات ما هو بكون ناسي اسمه واسم اللي خلفوه من الألم والهم والنكد اللي مر عليه خلال هذه السنوات ، ولا داعي للفذلكات والمناورات لتطفيش طالب الوظيفة واهدار الوقت والمال في سبيل اجراء امتحانات يمكن الاستغناء عنها بتطبيق الاقدمية في السن والتخرج الا ما تتطلب بعض المهن من مهارات اساسية او فردية ، هذا اذا اردتم العدالة ، وتطبيق ذلك على اي وظيفة تطلب او تستحدث باعطاء الأفضلية الى اقدمية التخرج وعامل السن حتى لا يصل الشباب الى سن اليأس ويفوتوا بالحيط ، فما حاجة وظيفة اداري في اي وزارة الى امتحان ؟؟!! ولا تتعاملوا مع طالبي التوظيف كأنهم خصم يجب ردعه والتخلص منه ، ان مسئولية رئيس ديوان الخدمة المدنية هي أن لا يدع احد أن يصل الى سن يشطب فيه اسمه من كشوفات الخدمة المدنية انها مسئولية دينية وقانونية واخلاقية وادبية ، قالوا ليس النجاح في ان تجبرها بعد الكسر وانما النجاح والحداقة ان لا تدعها تنكسر …… واللافت للنظر انه في كل مناسبة يظهر فيها رئيس ديوان الخدمة المدنية أو من له علاقة بالتوظيف يشكو من كثرة طلبات التوظيف ومن التخصصات الراكدة ويريد الغاء بعضها وكأنهم حاملين تلك الكشوفات على ظهورهم ، وأود أن اقول الى هؤلاء السادة أنت مالك ومال عدد الطلبات بما انه أنت واجبك التنظيم وترتيب الكشوفات ان شاء الله الطالب بده يقرأ ويؤخذ شهادة حدرج بدرج فهذه مشكلته ورغبته وليست مشكلتك ورغبتك بما انك تقول أن التوظيف ليس من واجبك ….فكثير من الاحيان يدرس الطالب تخصص لا يرغب به ولا يحبه وانما يتحكم به معدل التوجيهي وتوفر المقاعد في الجامعات وتوفر المال ، عجبي … .

كل مواطن على هذه الارض الطيبة لديه أبن أو ابنة أو أكثر ويطلب التوظيف مسئولا كان ام فقيرا ، وعلى مجلس النواب أخذ المبادرة بذلك ومتابعة الأمر ، واذا ما طبق موضوع اقدمية التخرج وتحديد سن ٣٠ عاما للتوظيف لن يصل احد الى سن يطرد من كشوفات الرحمة المدنية بدون رمشة طرف .
ونظرة على واقع المجتمع الذي فيه اكثر من ١٢٠ الف فتاه أو أكثر ناهيك عن حالات الطلاق والترمل فاتها أو على وشك تجاوزها قطار الزواج وهي بطالة من نوع اخر بسبب الشباب العاطل عن العمل الذي لا يستطيع الباءة مضافا اليه غلاء المهور الذي يتباكى عليه الجميع من اؤلياء الامور و عند الجد والتطبيق واذا ما أختبر أحدهم فاذا هو العن من شهاب الدين . ان المراجع الدينية لدينا يجب ان يكون لها راي في ذلك من ناحية مراعاة اعتدال المهور وعدم الاكتفاء بالحديث عن فوائد صيام رجب وشعبان مع انها ليست أفضل من صيام شهر رمضان والقران لم يذكر غيره ، ومن ناحية أخرى حث الدولة والحكومات على توفير فرص العمل للشباب حتى يستطيع اكمال نصف دينه والتخفيف من وطأة وصول الفتيات الى سن تفقد فيه الأمل في الزواج وبناء أسرة كما هي فاقدة الأمل في الوظيفة ، وللأنصاف هناك بعض المساعدات تقدم الى الأئمة والوعاض في الزواج وبعض الحركات هنا وهناك هذا مقدر ولكن لا يكفي فهناك الاَلاف بدون عمل فضلا عن الزواج ، ألا يؤدي ذلك الى فساد في الارض ؟؟ ان أحلام الفتيات كما هي احلام الشباب في الوظيفة والزواج وممارسة حياتها الطبيعية وبناء اسرة وممارسة أنوثتها وأمومتها وأستقلالها في بيت هي سيدته فهذا هو التمكين الحقيقي للمرأة وليس التمكين أن تجعلها تشترك وتصبح عضو في حزب أو جمعية ، ما هذا الشرف العظيم ؟! أن المجتمع والاعلام دائما ما يتحدث عن بطالة الشباب وانها قنبلة موقوته ولكن لا أحد يتحدث عن قلة فرص الفتيات في الزواج ووصولها الى سن تقل فيه الفرص او تكاد تنعدم أنها قنبله مكبوته ، أن أحلام الفتاة في الزواج لا تستطيع البوح بها بسبب الحياء والدين وثقافة المجتمع الذكوري ولسان حالها في خلوتها تردد وتدندن ( أرجع اللي فبعدك لا عقد اعلقه ، حتى فساتيني التي اشتريتها وكويتها مزقتها …. ) قد يقول قائل هذا خيال لكن صدقوني انه واقع انها الحقيقة التي يتجاهلها الكل من مراجع دينية الى حكومية الى شعبية وأرباب الأسر حتى …. سئلت امرأة كم ومتى تذكرين الرجل قالت كلما وضعت رأسي على المخدة …. ، قال تعالى ( وخلقناكم أزواجا ) مطلوب من الكل ان يشعر بالكل وقديما قالوا أبرك الطعام ما شاركه الجميع حتى تكتمل السعادة ان وجدت ….والخلاصة أنه يوجد في كل بيت أردني فيه شاب أو فتاه أو أكثر باحث عن وظيفة وعاطل عن العمل وبنفس الوقت كل بيت أردني فيه شاب أو فتاه أو أكثر باحث عن فرصة زواج وكلاهما مرتبطان ببعضهما البعض ، فهل من اذن واعية وتسمع ؟؟ وهنا لا اتكلم عن ١٠% وهم سكان عمان وانما أتكلم عن الباقي . ان شعار تمكين الشباب وتمكين المرأة يجب أن يكون أيجاد فرصة عمل لهما قبل سن اليأس لكي يتمكنا من اكمال مسيرة الحياة بالزواج والاستقرار ولا داعي لألهائهم بلهاية البرلمان والأحزاب وشعار التمكين الفارغ فإنها لا تغني ولا تسمن من جوع … فاتقوا الله فيهم ….

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى