كلاكيت أربع مرات: انتخابات الكنيست / هناء الأعرج

كلاكيت أربع مرات: انتخابات الكنيست

هناء الأعرج

واهمٌ من يعتقد أن إعادة توزيع مقاعد الكنيست الاسرائيلي بين الاحزاب الصهيونية قد تفضي عن حكومة تؤسس لتسوية الصراع أو قد تكفّ طوعاً عن سياسات التهويد والاستيطان وممارسات تمزيق الممزق وارتكاب المجازر في الضفة وغزة والعبث بدول المنطقة والاقليم.
الانتخابات الاسرائيلية كنظيرتها الاميركية والتي يتابعها العرب اكثر من متابعتهم لانتخابات بلادهم، اتسمت منذ قيام دولة الاحتلال بانخفاض المتغيرات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني وبقوة الثوابت المتعلقة بيهودية الدولة، والقدس عاصمة، وبرفض حل الدولتين، والسعي وراء ايجاد وطن بديل للفلسطينيين، وصولا لمشروع اسرائيل الكبرى الذي سيستهدف المنطقة ويطال الجغرافية العربية.

منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 على أساس من الابارتايد – التطهير العرقي – للشعب العربي الفلسطيني وسرقة أرضه وحرمانه من تاريخه وطرده في الشتات، كانت الحياة السياسية الإسرائيلية تخضع لمزاج حزب سياسي واحد ” ماباي ” والذي عرف لاحقا بحزب العمل الإسرائيلي؛ حيث استمر هذا الحزب في هندسة القرار السياسي الاسرائيلي وتوجيه دولة الاحتلال ما يلامس 30 عاما شهدت خلالها كل نماذج القتل والتشريد للفلسطيني والسطو على أرضه وتاريخه.
بعد ذلك استطاع الليكود أن يهيمن على خارطة العمل السياسي الإسرائيلي بعد اقصاءه لحزب العمل في عام 1977 ونضج بذلك مفهوم اليمين الإسرائيلي ليؤسس لاحقا لمفهوم اليمين المتطرف.

عودة لمناخ انتخابات الكنيست،
لا جديد في المشهد بالنسبة لمطالب الفلسطينيين المحقة منذ تبوأ نتنياهو لرئاسة الحكومة في الحكومات الثلاثة السابقة ومن قبلها في نهاية التسعينيات، سوى أنه وللمرة الرابعة خلال عامين وفي سابقة تاريخية تعكس ربما مدى عدم التوافق السياسي في البيت الاسرائيلي، تجري الانتخابات الاسرائيلية في ظل تنافس محموم بين اليمين واليمين الفاشي.
نجح نتنياهو الذي يستند على رصيد عاطفة اليمين المتطرف صاحب شعار
الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت،
في احداث تغييرات جوهرية في ذهنية الرأي العام للمجتمع الاسرائيلي وكسب تأييده من خلال إقناعه بأن ما أفضت اليه سياسة اليسار التقليدي زورًا من توقيع معاهدات للسلام إبان زعامة رابين، أدت الى حدوث اختراقات للعمق الإسرائيلي من اطلاق صواريخ أو عمليات فردية نوعية.
كما ساعد صمود الاقتصاد في وجه الركود العالمي
وتعاظم العلاقات التجارية الدولية وتحسين مستوى دخل الفرد ونجاح حملات التلقيح ضد وباء كورونا، ناهيكم عن مخرجات صفقة القرن و التطبيع مع كل من الامارات والبحرين والمغرب والسودان، في زيادة شعبية نتنياهو وحزب الليكود ومن منسوب شعور الاسرائيلي بالامان.
وهي عوامل قد تزيد من فرص نجاح الليكود في الحسم الانتخابي.

عموما،
النتائج مقسومة بالتساوي بين معسكر الليكود وبين معسكر اللا ليكود
وهو ما يضعنا في تصور احتمالات لحسم الملف الانتخابي وتشكيل الحكومة حيث
يشكل حزب ” يمينا ” حجر الزاوية والوزن الذي يرجح كفة الميزان وهو ما أكده زعيمه ” نيفتالي بينت “:
” أنه سينتظر صدور التتائج الرسمية لتحديد مساره “.
أما عن الأحزاب العربية  فقد حققت القائمة العربية الموحدة فشلا ملموسا لس فقط بحصولها على 5 مقاعد من أصل 120
انما بانحياز هذه القائمة – الجبهة الجنوبية للتيار الاسلامي – الى صالح نتينياهو في صفعة قوية للوجه الفلسطيني في الداخل المحتل.
بينما حصلت قائمة أيمن عودة ” القائمة المشتركة ” على 8 مقاعد فقط
ما يعني أن الحضور العربي بمجموع 13 مقعد لا يمكن البناء عليه لأي مصلحة للفلسطيينين.
يبقى الاحتمال الاخير هو الذهاب الى جولة خامسة من الانتخابات وهو أمر مستبعد جدا ذلك أن الظروف المحيطة في دولة الاحتلال لا تستوعب المزيد من الفراغ السياسي ابدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى