أين أنتم من نخوة المعتصم ؟!

أين أنتم من #نخوة_المعتصم ؟!

المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
هناك مثل بدوي يقول ( الحق بالقوة والعاجز يدور شهود “يبحث عن شهود ” ) هذا المثل ينطبق تماماً على نظامنا الرسمي العربي العاجز أمام عربدة #قطعان #المستوطنين وتدنيسهم لمسرى نبينا الكريم على مدار الساعة تمهيداً لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم حيث يرتكبون وجيشهم أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا #المرابطين في كل شبر من أراضينا المقدسة ، وما كان لهذا الكيان العنصري أن يتمادى لولا اطمئنانه لخنوع وذلّ هذا النظام ومعرفته لحدود ردة أفعالهم الصوتية !
ليتهم ما أيقظوا جامعة التآمر العربي وتركوها تغط في سباتها درءاً للفتنة ، تلك التي مهّدت وشرعنت لقوى الشر العالمية لتدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن وقتل الملايين وخاصة خيرة علماء الأمة العربية ، هذه الأنظمة التي لم تجد ما يستر عوراتها وضعفها وعجزها عن كبح التصرفات الوحشية لهذا العدو إلا التستر وألاختباء وراء إصدار بيان إنشائي مستنسخ من بيانات التنديد والاستنكار السابقة المكدسة في رفوف وأرشيف وكر التآمر وتهديدهم باللجوء للمجتمع الدولي ومنظماته، أي مجتمع وأي منظمات يقصدون ؟! الغرب الاستعماري راعي وداعم ومموّل هذا الكيان والمرتبط معه برؤى ومصالح ومشاريع واستراتيجيات وأهداف مشتركة ؟!
إسرائيل دولة صهيونية إرهابية عنصرية لا تأبه ولا تحترم ولا تقيم وزناً لأية اعتبارات دولية ، أساسها ومضمونها مشروع استعماري غربي زرع في الجسم العربي ليفصل بين مشرقه ومغربه ليعمل على تفتيت هذا الجسم كي يبقى في دائرة الجهل والتخلف والتطرف وأسيراً ومستعمراً كما هو حاله اليوم لقوى النهب الاستعمارية العالمية ، وقد نجحت هي ورعاتها الغربيين بتواطيء أدواتهم المحليين من تحقيق الكثير من أهدافهم ، اذ تحول عالمنا العربي الأغنى عالميا بالموارد والثروات والجيوسياسياً إلى أفقر الدول وأشدها تخلفاً وجهلاً وتطرفاً وتناحراً وتحارباً فيما بينه ، أن العالم الغربي بقيادة إمبراطورية الشر والإرهاب الأمريكية لم يتوانى كما هو سلوكهم الدائم عن شجب وإدانة إطلاق بضعة صواريخ لم تخلف أية أضرار على المستوطنات وهم الذين صمّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم عن كل الاعتداءات شبه اليومية على سوريا وعن كل الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، إن راعية الارهاب العالمية – عدوتنا الأولى أمريكا هي من عطلت في مجلس الامن مجرد إصدار بيان يدين الأعمال الوحشية الصهيونية بحق المصلين في بيت المقدس وهي من تستعرض قدراتها العسكرية اليوم في منطقتنا لمنع أي تقارب بين جناحي عالمنا الإسلامي ! ولا زال الغالبية من نظامنا الرسمي منخرطاً في تحالفاته وتبعيته لها !
الكيان العنصري الصهيوني لا يقيم وزنا لأية معاهدات واتفاقات ولا يفهم إلّا لغة واحدة – لغة القوة ، وللتذكير أنه عندما سئل أحد قادته عن حجم القوات التي سيرسلها للحدود اللبنانية بعد حرب 1967م أجاب مستهزئأ : سأبعث فرقة موسيقية ! في تلك الحقبة كانت إسرائيل تسرح وتمرح في الفضاء اللبناني براً وبحراً وجواً حتى تمكن حزب الله والمقاومة اللبنانية من هزيمتة في حربي 2000م و 2006م ولجم هذه الغطرسة نهائياً – فاليوم لا يجرؤ الكيان الصهيوني على المس بالهيبة اللبنانية ولا يجرؤ جنوده حتى من الاقتراب والظهور على الشريط الحدودي بعد أن كان كل الجنوب اللبناني محرماً على اللبنانين وبات العدو يحسب ألف حساب للمقاومة اللبنانية ! لأنه لا يفهم إلّا هذه اللغة ؛ لغة القوة .
هناك إجراءات فعّالة لوقف هذا الإجرام والبطش والاعتداءات التي يرتكبها جنود وقطعان الكيان الصهيوني المحتل بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأراضيه إن كان نظامنا الرسمي جاداً في ردة فعله على هذه الأعمال الوحشية ؛ أهمها إغلاق السفارات وطرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية ووقف كل أشكال التطبيع معه ووقف العمل بكل المعاهدات والاتفاقيات الموقعة معه وفتح خطوط الاتصال والتواصل مع حركات المقاومة وتفعيل صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي لم يوضع فيه لا درهماً ولا ديناراً ولا جنيهاً منذ تأسيسه ، أما فلسطينيا فلا بد من إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة بعد انتزاع الخنجر المسموم المغروس في الخاصرة الفلسطينية من أزلام وتجار الدم الفلسطيني في رام الله .
للأسف فالتاريخ لا يعيد نفسه ، ففي مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان سنة 223 هجري وقعت معركة عمورية الشهيرة التي أنتصر بها المسلمون بقيادة الخليفة العباسي المعتصم على الروم استجابة لصرخة امرأة مسلمة استنجدت بالمعتصم بعد أن عتدى عليها جندياً رومانياً حيث صاحت ” وامعتصماه “، لقد لامست تلك الصيحة سمع وعزة ونخوة وشموخ الخليفة ولبى نداءها وأستغاثتها على الفور وحرك جيشه وانتصر لها وأسر ذلك الجندي وأحضر المرأة لتراه مقيداً ذليلاً – ذلك الجندي الذي سخر من صرختها وامعتصماه !!! لكن صرخة وأستغاثة المرأة الفلسطينية وصور ألاعتداء عليها ومن داخل الأقصى الشريف – مسرى رسولنا الكريم لامست أسماع وأبصار كل حكامنا لكنها لم تلامس فيهم نخوة المعتصم !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى