خيانة الوطن . . !

خيانة الوطن . . !
موسى العدوان

كتب الأديب السوري محمد الماغوط كتابا بعنوان ” سأخون وطني “.
فأي وطن هذا الذي سيخونه الماغوط ؟

يجيب الكاتب على هذا السؤال قائلا :

” الأوطان نوعان . . أوطان مزوّرة . . وأوطان حقيقية. الأوطان المزورة هي أوطان الطغاة، والأوطان الحقيقية هي أوطان الناس الأحرار.

أوطان الطغاة لا تمنح الناس سوى القهر والذل والفاقة، ومدنها وقراها لها صفات القبور والسجون، ولذا فإن الولاء لأوطان الطغاة خيانة للإنسان، بينما عصيانها والتمرد عليها، إخلاص للإنسان وحقه في حياة آمنة، يسودها الفرح وتخلو من الظلم والهوان، لاسيما أن الولادة في أي وطن، هي أوهى جذر يربط الإنسان بوطنه، ولن يقوى ذلك الجذر وينمو ويكبر، إلاّ بما يعطيه الوطن من حرية وعدل.

إن الكتابة في وطن الطغاة، أقل أمانا من النوم مع الأفاعي في فراش واحد. والحريّة حتى في مملكة الحيوان تُحمى بالمخالب والأنياب، وتُهرق الدماء في سبيل الحفاظ عليها. أما في مملكة بني البشر فالحريّة مبرر الوجود والاستمرار، وإذا فُقدت غدت الحياة الوجه الثاني للموت “.

* * *
التعليق :

كلام بليغ للأديب الماغوط، يفرّق به بين وطن الطغاة، الذي يجب الثورة عليه وخيانته، ووطن الأحرار الذي يجب بذل الدماء في الدفاع عنه، لأنه مبرر الوجود والاستمرار في هذه الحياة.

وعلى المواطن العربي الذي لا يستطيع اختيار وطنه، أن يعرف على الأقل في أي وطن منهما يعيش حياته ؟

التاريخ : 4 / 11 / 2020

[wpcv_do_widget id=”wpcv-table-2”]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى