” الله يلطف بنا …..”
ترددت كثيرا التعليق على ما يحدث في الأردن ،،،،،، و كالعادة لم يستفزني شيء إلا عندما شاهدت نشرة الاخبار من تلفزيوننا – غايب الفيله –
لقد بالغ هذا الجهاز في التفاهة و التردي في استسخاف عقول المشاهدين – إن وجد – . لا يمكن أن يكون عاقلا من يدعي أن لا شيء يحدث في الأردن و العديد من وسائل الاعلام المحلية من صحف و اذاعات و فضائيات …. ناهيك عن الجزيرة و العربية و حتى ال CNN تبث ليل نهار ……. بل لقد أمعن في السخف و راح ينقل لنا مظاهر التأييد و الولاء من هنا و هناك …… لقد كدت أتقيأ عندما أقسم أحدهم أنه مع رفع الاسعار ….و بأنه مع رفع الضريبة قلبا و قالبا. و هكذا على مدى النشرة الاخبارية …. التي ختمت بتقرير عن انجازات الحكومة في فرض الامن و تحويل مزيد من القضايا لمكافحة الفساد و الاهم انها القت القبض على العديد ممن كانوا وراء المظاهرات و الاحتجاجات في ارجاء الوطن الحبيب …..
بلدنا الآن في غرفة الأنعاش في حالة خطرة جدا ….. علينا انقاذه مهما كلف الثمن ….. تشخيص الحالة الأولي : فشل عام في جميع الاجهزه الحيويه ….. الاسباب: عديدة و كثيرة ….. لكنها غير محددة تماما …… التاريخ المرضي : عانى هذا البلد من حالات مشابهة من عدم الاستقرار سابقا لكنها لم تقترب أبدا من حالة الموت الدماغي ……..
الأولويات : انقاذ حياة البلد ، وقف النزيف ، اعادة تأهيل الاعضاء المعطوبه ، التخلي عن بعض العادات الكريهة التي ساعدت على تردي الحال ….
بعدها : يجب تمحيص الاسباب و تفنيدها ، لكي لا نعود هنا أبدا مرة أخرى !
قبلها : يجب انقاذ البلد من دون اية شروط أو ضمانات ….. بحاجة لدم نعطيه ،،،، لن يفيدنا أنه كان يدخن و يشرب الخمر و يأكل الكثير من المشاوي و ليس معه من ثمنه شيء ….. لن يفيدنا أنه عليه من الدين الكثير و لكنه يركب سيارة فارهة لا يملك أن يدفع ثمن وقودها لاكثر من يوم …. لا يهمنا إن كان لديه زوجتين و كثيرا من الابناء …. في بيت للايجار …. يذهب صغاره لتلك المدرسة الخاصة التي تعلم الفرنسية و يحتفي بابنائه في أحد الجامعات الخاصة يقود سيارة ليست حديثة جدا لكنها تثير غيرة أخته التي تنتظر الايفون 5 بفارغ الصبر ….. لن يساعدنا معرفة أنه لا يحب طبخ الخادمة بل يعجبه جدا الاكل الجاهز من تلك المحلات الكثيرة العديدة ….. لن تفرق كثيرا أن معسله تفاحتين أو نعنع …….
يجب انقاذ البلد دون حاجة لمعرفة أن فلان سرق و نهب …. و أن إبن فلان تحصل على تلك الوظيفة التي لم يحلم بها أحد ….. لا يهمنا من أين حصلوا على تلك الملايين و لن يفيدنا إن عرفنا كيف جاءت و إلى أين ذهبت ….. لا يفيدنا أن نعرف أنه استلم وظيفته بواسطه …. و لم يدفع يوما مخالفة سير ….و بانه معفى من الجمارك و يحصل على أي تسهيلات بنكيه في أي وقت يشاء ….. أو بأنه يتغدى في استراحة البحر الميت و يتعشى في العقبه …..
يجب انقاذ البلد …دون الرجوع لقوانين مؤقته أو أحكام عرفية …. دون أن تكون أجهزة الامن بعبعا يرهبنا …. و يكون أعلامنا شريفا عفيفا نظيفا ….. و أن ننتخب من يمثلنا و يصدح بقول الحق أينما كان ……
يجب أن يبقى هناك بلد حتى نستطيع تغييره …… فقانون ضريبة جائر لن يساعد ….. و اعتقالات لاصحاب الرأي هنا و هناك لن يحل المشكلة …. كما أن منشورات التأييد و الولاء و التسحيج لن تحفظ البلد ….. و سياسة التجهيل التي يمارسها التلفزيون و الاعلام لن تساعد ……و نظام المنح و الاعطيات و المكارم لن يساعد …….
ليس لدي حل بل أقتراح …… ماذا لو قام من استفاد من خيرات البلد برد جزء من الجميل ….. فمن رصيده جاوز 6 مليار يتبرع باثنين…. (في الاردن 6 مليارديرات) ، و من املاكه جاوزت المئة مليون تبرع بنصفها ( في الاردن مليونير 25) ….. و هكذا …… نعيد البلد لنقطه الصفر …..
بعدها : ستعمل الحكومات بشفافيه ، و تنتخب حكومات برلمانية ، و يعيش الشعب حياة واقعيه …..
ربما……!!!!!!!!!!!!!!!!!!
” دبوس تائه ”
