سواليف
ألقت أجهزة الأمن بمصر، الخميس، القبض على “شرشوب همام”، المواطن الصعيدي الذي طالب رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بالرحيل، في مقطع فيديو، قبل أيام، في وقت توسعت فيه، خلال الساعات الأخيرة، في حملة اعتقالاتها لعشرات الطلاب والناشطين، بهدف توجيه ضربة استباقية لمظاهرات 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، المزمع تنظيمها من قبل معارضي السيسي، تحت شعار “ثورة الغلابة”.
إلقاء القبض على “شرشوب”
وفجر الخميس، ألقت وحدة مباحث مركز وبندر ساحل سليم بمحافظة أسيوط، بصعيد مصر، القبض على المواطن “شرشوب همام”، بدعوى أنه ظهر في مقطع “فيديو” على موقع “يوتيوب” يحرض فيه بالسب والقذف على رموز الدولة والإعلاميين وسياساتها، وأنه تم تحرير محضر بالواقعة، وجار عرضه على النيابة.
وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية، الخميس، إن شرشوب، وهو عامل زراعي، يبلغ عمره 36 عاما، سبق اتهامه فى 16 قضية متنوعة تشمل النشل والضرب والمخدرات والتحريض على الفتنة الطائفية، وأنه مطلوب ضبطه، وإحضاره.
وأضاف البيان أن “شرشوب” ظهر بشخصه لمدة 12 دقيقة، و43 ثانية، يتناول بعض العبارات، والألفاظ التي تحتوى على السب والقذف لرموز الدولة والإعلاميين وتحريض المواطنين ضد سياساتها، وبمواجهته اعترف بما تقدم، وجار استيفاء مناقشته بمعرفة الأمن الوطني، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكان “شرشوب” نال شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثه لفيديوهات تطالب السيسي بالرحيل، وتسخر من الإعلاميين الموالين له، وتصفهم بأنهم “زبالة”، مشددا على ضرورة رحيل السيسي “بالذوق”، وإلا “هننزل ضده شايلين أكفاننا”، فيما تساءل أحد النشطاء: “تخيلوا الرجل ده.. هيعيش بعد كده؟”.
وتلاحق سائق “التوك توك”
وفي سياق متصل، تلاحق أجهزة الأمن بمحافظة سوهاج بالصعيد أيضا، “مصطفى عبده، صاحب الفيديو الشهير “خريج التوك توك”، بعدما ترددت أنباء حول تواجده بمنزل أحد أقاربه بقرية “أم دومة” دائرة مركز طما بشمال المحافظة، هو وزوجته وطفلاه: “حنين”، وعمرها عام، و”عبد العظيم”، وعمره عامان ونصف العام.
وكانت أوساط مصرية وعالمية شغلها مصير مصطفى، وهل تم اعتقاله أم اخفاؤه قسريا؟ وهل ما زال حيا أم لقي مصير خالد سعيد وجوليو ريجيني وغيرهم بالتعذيب الممنهج داخل سجون الانقلاب؟.
وحصل فيديو سائق “التوك توك” الذي انتقد فيه مصطفى الأوضاع المعيشية في البلاد، أكثر من عشرة ملايين مشاهدة، على موقع “يوتيوب”، وقالت الحكومة إنها تبحث عنه لبحث ما يعاني منه.
وحملة واسعة بالمحافظات لاعتقال العشرات
وأتي تلك التطورات في ظل حملة واسعة تشنها سلطات الانقلاب بمصر من أجل اعتقال عشرات النشطاء وطلبة الجامعات، في محاولة لإجهاض مظاهرات 11/11 المزمعة.
فض تظاهرات بورسعيد واعتقال 25 بينهم 5 نساء
والبداية من محافظة بورسعيد بإقليم قناة السويس، حيث ألقت أجهزة الأمن، القبض على 25 من المشاركين في التظاهرات المطالبة برحيل المحافظ، اللواء أركان حرب، عادل الغضبان، على خلفية الاحتجاج على رفع سعر الإسكان الحكومي المتعاقد عليه معهم، وبينهم 5 نساء.
وأصيبت سيدة بجروح وكسور في أثناء عملية فض التظاهرات. فيما أكدت المصادر أن المتظاهرين المعتقلين تم احتجازهم بمعسكر قوات الأمن بعد تحرير محاضر لهم، وإتهامهم بإثارة الشغب، وتكدير الرأي العام.
ومن المنتظر عرضهم الخميس على النيابة العامة التي تباشر التحقيقات، فيما طالبت رابطة الإسكان الاجتماعي، في بيان لها الأربعاء، بسرعة الإفراج عنهم، والتحقيق مع المسؤولين عن “فساد مشروع الإسكان الاجتماعي”، بحسب البيان.
المنوفية: اعتقال مدرس وصحفية أم لأربعة أطفال
وازدادت وتيرة الاعتقالات في الساعات الأخيرة لعشرات المواطنين من منازلهم في الساعات الأخيرة بسائر المحافظات.
وفي المنوفية اقتحمت قوات الأمن منزل الصحفية “شيرين سعيد بخيت”، بمدينة بركة السبع، واعتقلتها بشكل تعسفي، دون إذن من النيابة العامة، واقتادتها إلى جهة غير معلومة، برغم أنها أم لأربعة أطفال، في وقت توضع فيه 38 فتاة وسيدة مصرية، رهن الاعتقال التعسفي، ويعانين أشد المعاناة بالسجون والمعتقلات، بخلاف 4 مختفيات قسريا، بحسب “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات”.
وطالبت التنسيقية، الخميس، بسرعة الإفصاح عن مكان “شيرين سعيد”، والتوقف عن سياسية الاعتقال العشوائي.
وفي المنوفية أيضا، ألقت قوات الأمن القبض على أشرف عبد المنعم، الذي يعمل مدرسا، ويبلغ من العمر 35 عاما.
الشرقية: اعتقالات بالجملة للأهالي والطلاب
وفي محافظة الشرقية، شنت قوات الأمن حملة مداهمات مكبرة على بيوت الأهالي بمدينتي أبوكبير والقرين ما أسفر عن اعتقال ثمانية معظمهم من الطلاب.
وقال شهود عيان إن قوات أمن الانقلاب اقتحمت مدينة القرين فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء فى حملة استمرت ساعات عدة، وروعت الأطفال والنساء بعد ما داهمت العديد من منازل الأهالى، مما أسفر عن اعتقال كل من: محمد مهدي حاصل على بكالوريوس لغات وترجمة، وشقيقه عبدالرحمن مهدي حاصل على بكالوريوس علوم، وحامد الشورى، ومحمد علي الشورى، والطلاب بالصف الثالث الثانوي: عمرو مصطفى، وأسامة محمد، ومحمد علي عزازي.
وكانت قوات الأمن شنت حملة مداهمات على بيوت الأهالى بمدينة أبو كبير، واعتقلت محمد أشرف زايد الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات بأكاديمية الدلتا بالمنصورة وحطمت أثاث المنزل، وروعت ذويه، كما اعتقلت المهندس بلال شحاته من منزله بقرية هربيط التابعة لمدينة أبو كبير، واقتادته لجهة غير معلومة.
ويقبع فى سجون الانقلاب من مدينة أبو كبير وحدها ما يزيد عن 170 معتقلا، ومن مدينة القرين ما يزيد عن 80 معتقلا، فى ظروف احتجاز قال حقوقيون إنها تتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.
الجيزة: إخفاء خطيب مسجد واعتقالات بناهيا وتصفية شاب
وفي محافظة الجيزة، استمرت قوات الأمن في الإخفاء القسري للشيخ “محمد زرزور”، وهو إمام وخطيب مسجد، عقب اعتقاله من منزله بكرداسة في11 أكتوبر الجاري، ولا يعرف مكانه حتى الآن، فيما حملت أسرته السلطات مسؤولية سلامته، وطالبت بالإفصاح عن مكان احتجازه، والإفراج عنه.
كما أسفرت حملة لقوات الأمن على قرية ناهيا عن اقتحام منازل محمد شبايك، ومحمد مطر، والقبض عليهما، بجانب أحد الأهالي من الطريق.
وكانت قوات الأمن بالجيزة قامت صباح الاثنين بتصفية المواطن “أشرف إدريس عطية القزاز”، البالغ من العمر 35عاما، ويقيم بمنطقة الكرداسة، وقد اختطفت جثمانه بسيارة إسعاف، قبل أن تقوم بتسليم جثمانه إلى ذويه، وتسمح بدفنه.
الدقهلية والبحيرة والغربية ودمياط: اعتقالات وإخفاءات قسرية
وفي محافظة الدقهلية قامت قوات الأمن، باعتقال “محمد حسين عبدالفتاح”، الطالب بكلية الهندسة بجامعة الأزهر.
وفي البحيرة، استمرت قوات الأمن في الإخفاء القسري لعبداللطيف شحاتهة الديب، لليوم العاشر على التوالي منذ اعتقاله، حيث قامت قوات الأمن بالإسكندرية بالتعدي عليه أمام أسرته حتى نزف الدماء من وجهه، وقاموا بتحطيم محتويات المنزل، وأخذوا أموال وذهب النساء، وتم اقتياده لجهه غير معلومة.
وفي الغربية ألقت قوات الأمن القبض على “عماد الزغبي”، وهو مدرس بمدرسة الجيل المسلم.
وفي دمياط ألقت قوات الأمن القبض على “محمد الدقدوسي”، وتم إخفاؤه قسرا ثم عرضه على نيابة شطا التي قررت حبسة 15 يوما على ذمة التحقيق.
سوهاج وبني سويف: اعتقال معلم شرعي وباحث كيميائي
وإلى الصعيد، وتحديدا محافظة سوهاج، حيث قامت قوات الأمن باعتقال “فتحي موسى عقدة”، معلم المواد الشرعية بمعهد شطورة، من منزله، واقتادته لجهة غير معلومة.
وفي بني سويف ما زالت قوات الأمن تخفي قسرا المواطن “محمد سيد حسين زكي” 33 عاما، ويعمل باحثا كيميائيا بمركز البحوث الزراعية، وهو متزوج وأب لطفلين، وكانت قد استوقفته بإحدى الكمائن، ولم يستدل على موطن احتجازه.
إعلاميو السيسي يدعون إلى مواجهة “ثورة الجياع”
إلى ذلك، دعا الإعلاميون الموالون للسيسي إلى مواجهة “ثورة الجياع”، بكل السبل.
وقال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، في مداخلة هاتفية عبر برنامج “من الآخر”، على فضائية “روتانا مصرية”، مساء الأربعاء، إنه لابد من مواجهة ثورة الجياع، مشيرا إلى أنه لا أحد يستطيع منع مثل تلك المظاهرات، لكن لابد من مواجهتها واحتوائها حتى لا تتفاقم الأزمات، على حد زعمه.
وأكد السناوي، في الوقت نفسه، ضرورة إلغاء قانون التظاهر، والإفراج عن الشباب المعتقلين، وبناء ظهير سياسي من الشباب، معلنا رفضه إنشاء حزب سياسي للسيسي.
وزير الداخلية: تشديد أمني.. و”شائعات مغرضة”
وكان وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، قال إن الأجهزة الأمنية ستظل ثابتة في مواجهة كل التحديات، ولن تتأثر بما يطلق بين الحين والآخر من مزاعم وشائعات مغرضة بشأن 11 نوفمبر المقبل، التي تهدف لزعزعة أمن الوطن، بحسب زعمه.
وأعرب – خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الثلاثاء – عن ثقته الكاملة في جاهزية القوات لتنفيذ أي مهام أمنية بأي موقع من أرجاء الوطن، مشددا على أن رجال الشرطة لن يسمحوا لأي محاولات أو دعوات مشبوهة بالنيل من مقدرات الوطن، وتصوير الأوضاع المستقرة على غير حقيقتها، أو تكرار مشاهد تشكل خروجا عن القانون، وفق قوله.
عربي 21
