مصير الشعوب … بيد ” البوكيمون” ؟! / ديما الرجبي

مصير الشعوب … بيد ” البوكيمون” ؟!
أول ما تبادر لذهني عندما أطلقت لعبة ” بوكيمون جو” من شركة نينتدو اليابانية التي أثارت هوس وجنون العالم بها هو كيف تستطيع اشغال مجتمعات مختلفة من خلال تطبيق تحمله على هاتفك الذكي ؟!
ولم أقف كثيراً على هذا الأمر لأن لسان حال الواقع يقول أن الشعوب مصابة بداء ” الفراغ” و ” التبلد” فلا يعي الفرد العاقل البالغ بأنه يمارس من خلال تلك الألعاب الموجهة “للرعاة ” دور العبودية المطلقة من حيث أن ” سياسة” الإلهاء التي تعمل عليها منظمات ومنشآت تتكبد ملايين الدولارات لعمل مثل تلك التطبيقات التي تملك السطوة على حواس وتصرفات الأفراد وتجرده من عقله وتتحكم به من خلال زر التشغيل الذي أطلقته برعاية سياسية بحتة هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم
ولكنهم لم يكتفوا بتدخلاتهم وفوضاهم اللاخلاقة وحروبهم الدموية بل انتقلوا إلى ما هو أشد خطراً على هذه الكوكبة المُغيبة بشعوبها
وسبقوا “ذكاء” العرب بملايين الأشواط الضوئية حيث أنهم زرعوا جواسيسهم في عقر دارنا وجعلوا لمن يمارس هذه اللعبة الحمقاء مبرراً لإختراق خصوصيات الغير والتجرؤ على دخول مساكنهم ولا أدري لو التقطنا صورة لأولئك الذين يرزحون تحت رحمة ” البوكيمون” وهم يمسكون هواتفهم ويتجولون في الشوارع والأزقة وفي المؤسسات الحكومية والعسكرية والمدنية ، كيف سيكون المشهد يا ترى ؟؟!
وكما يقال (لا يتخلى الشعب عن حرياته إلّا تحت وطأة المخادعة والتضليل) فلا أدري أهو تضليل ومخادعة أم هذه الشعوب ضالة من تلقاءها ؟؟
لا أعلم هل يخفى عن الشعوب المعولمة بالتكنولوجيا بأن السياسة أصبحت تحاربكم من خلال شاشاتكم وهواتفكم ؟ ألا تعلم المجتمعات المعاصرة أن الثورات التي خرجت لتغيير رؤوس الأنظمة الفاسدة في هذه الحقبة الزمنية، ذراعها تكمن في التكنولوجيا (مواقع التواصل الإجتماعي) والهواتف الذكية والتطبيقات ؟!!
ألم يقوم أردوغان بإحباط الانقلاب الفاشل من خلال هاتفه الذكي وبخاصية الأندرويد face time ؟!!
هل غاب عن المجتمعات مصطلح ( التكنولوجيا السياسية ) التي من خلالها تشارك في العملية الإنتخابية ” التصويت الإلكتروني” والترويج للحملات الإنتخابية ؟!
هل يمكن اعتبار التكنولوجيا معزولة عن البيئة الخارجية ؟ لا يمكن ذلك لأن لها القدرة الكافية للتأثير على الثقافة تماماً كما أن الثقافة لها تأثير على الأخيرة . فالتكنولوجيا لا تحدد في المستقبل كيف تستخدم ، بقدر ما تحددها الطبيعة الإنسانية واحتياجاتها
فكيف تتيحون الفرصة لتطبيق يحمل مسمى ” لعبة” أن يجعلكم دُمى بأيدي صناع السياسة ؟!
أعتقد بأنا بحاجة إلى “بوكيمون” يتنقل بنا إلى أبواب الأقصى وسوريا والعراق وليبيا ولبنان ….. علنا إذا وصلنا هناك … نفيق من غيابة العته الذي يعترينا …
والله المُستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى