قيادة العالم

قيادة العالم
إبراهيم عجوة

تقود افقية المعرفة موضوعيا الى انهيار النموذج الهرمي، الذي بانهياره تتداعى بالضرورة احادية القيادة على رأس الهرم. فلن يعود هناك هرم ليجلس على قمته احد، موجودا كان او زائحا لقديم.
المعرفة الأفقية تقود الى علاقات افقية بين القوى مع عدم تجاهل فرق الاوزان بين الاطراف.
من يقود العالم ليس صاحب الصوت الأعلى في البروبوغندا وغرف الصدى في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا هو من يمتلك الأسلحة الاكثر فتكا، ولا من يمتلك الاقتصاد الاقوى.
القيادة ستكون للنظام الكلياني الذي تنتظم في ظلاله كل القوى، ادراكا منها ان اية خيارات اخرى باتت مسدودة، وان حركة التاريخ ليس فيها مبدل حركة الى الوراء.
لن يقود العالم رأس هرم، ولا ايديولوجيا كما لن يقودها اي نظام لا يتمتع بالشفافية التي تحول دون عبث الشياطين المخفية. كما انه لن يقود العالم من يعتقد بأن جائحة كورونا هي أخطر او ٱخر الجوائح، وهي من تؤهل للقيادة بنجاعة الاستجابة.
جوائح المناخ، وجوائح التوازن البيئي، وجوائح الأمن السيبراني، وجوائح الطائرة بدون طيار والطباعة ثلاثية الأبعاد وجوائح الفقر والهجرة ستجعل من كورونا مزحة أمامها، إذا لم تكن هناك استجابة عقلانية لمتطلباتها وتوظيفها بما يخدم التحولات الضرورية في النظام الدولي.
هل يمكن تخيل بنية تحتية لجيل الاتصالات 5G لا يخضع لرقابة ومعايير امن ومعايير جودة متوافق عليها.
ان اي ضعف في هذه البنية سيجعل اختراق نظام مالي، او بنكي او صحي او طيران او وسائل نقل بدون سائق او مصانع ذاتية التشغيل، اختراقا تهون امامه كورونا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى