مضايا أخت اليرموك.

سواليف

يتفاعل الآلاف من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن حملة إلكترونية لدعم بلدة “مضايا” السورية (شمال غرب دمشق)، وللمطالبة برفع الحصار عنها، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لسكانها، الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

ولقي هاشتاغ (#مضايا_أخت_اليرموك)، الذي أطلقه نشطاء فلسطينيون، يوم الأربعاء الماضي، تفاعلاً واسعاً عبر موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر”، خاصة من الفلسطينيين في قطاع غزة.

نشطاء شرحوا عبر الهاشتاج الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها بلدة “مضايا”، حيث اعتبروا حصارها و”تجويع سكانها”، صورة مشابهة تماماً لما حصل في مخيم “اليرموك”، للاجئين الفلسطينيين، قبل عامين.

ونشر ناشطون في حملة “مضايا أخت اليرموك”، صوراً لقتلى قالوا إنها “تعود لأطفال ونساء من بلدة مضايا ماتوا من شدة الجوع، ونقص مستلزمات الرعاية الطبية”، مطالبين بإنهاء الحصار، وإرسال المساعدات الإنسانية بشكل فوري لسكان البلدة.

المشاركون بثوا مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات فضائية، ومواقع إخبارية إلكترونية، لسكان البلدة، وهم يستغيثون بالمنظمات الدولية لتوفير الطعام لهم، والمستلزمات الطبية.

الناشطة الفلسطينية، أسماء الصانع، كتبت عبر صفحتها على موقع “فيس بوك”: “مضايا هي مدينة تقع على الحدود السورية اللبنانية يموت أهلها جوعاً، بعدما أكلوا القطط والكلاب، وورق الأشجار”.

أما الفلسطيني أحمد أبو نصر، فقال في منشور له على “فيس بوك”: “من ‏غزة الفلسطينية، إلى مضايا السورية، مروراً بتعز اليمنية، أنتم منا ونحن منكم نجوع وتشبعون نعطش وترتوون”.

فيما غرد، الباحث في الشأن الفلسطيني، إبراهيم حمامي، على حسابه في موقع “تويتر”، “هل يستطيع أحدكم أن يفرق بين صور التجويع في مخيم اليرموك ومضايا؟ المجرم واحد، والمصير واحد”.
مخيم “اليرموك” شهد على مدار عامي 2013، 2014، بشكل متفاوت، حصاراً شديداً من نظام بشار الأسد، وتنظيم “داعش”، حيث لقي العشرات من سكانه حتفهم، نتيجة تفشي الجوع، وشح المواد الغذائية، وشتى مستلزمات الرعاية الطبية.

ويعتبر مخيم “اليرموك”، من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو (10) كم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية، أو اللجوء إلى دول الجوار.

أما بلدة “مضايا”، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، فتشهد، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، الأمر الذي تسبب في مقتل بعض سكانها بعد تضورهم جوعاً، فضلاً عن ارتفاع جنوني للأسعار، حيث بلغ سعر كيلو الأرز في البلدة ما يعادل 115 دولاراً.

وباتت مشاهد الأطفال الذين يجمعون “الطعام” من أطراف حاويات القمامة، والعربات التي تنقل حشائش الأرض لطبخها، تتكرر يومياً في مضايا، بحسب صور، ومقاطع فيديو، منشورة على مواقع التواصل.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، اليوم الجمعة، أن 23 شخصاً “قضوا جوعاً” في مضايا منذ الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى