طفل الركبان واولويات الامن ودموع التماسيح / د . فارس العمارات

طفل الركبان واولويات الامن ودموع التماسيح
تخرج علينا مواقع التواصل الاجتماعي العالمية بلقطات تصويرية او مقاطع فيديو لاطفال او نساء او غيرها وهم يستغيثون او يستصرخون منظمات دولية او دول من اجل ان يكونوا في صفهم او من اجل النجدة وتقديم الدواء والغذاء وسرعان ما تتجاذب هذه اللقطات او المقاطع منمظمات دولية تسعى للصيد في الماء العكر من اجل ان تسجل سبق انساني او معنوي او روحي وهي في حكم الانسانية ليست بالقريبة من هذا المصطلح انما هي تكون شريكة في التنكيل او التعذيب او التشريد او غيرها من العناصر الحاطة بالكرامة او حقوق الانسان وحرياته التي منحها الله له .
قبل ايام خرجت علينا بعض من المواقع الاستعراضية بنشر مقطع فيديو لطفل يستصرخ ويستنجد من اجل تقديم الدواء والعلاج له واخذت بعض المنظمات المشبوهة بتقديم هذا المقطع على انه من منطقة الركبان الواقعة على الحدود السورية الاردنية حيث يتواجد اعداد كبيرة من السوريين الذين يقيمون هناك منذ مدة طويلة ناهزت العام بالرغم من ان الدولة الاردنية فتحت ذراعيها لكل لاجئ منذ زمن وتابعت ذلك منذ ان ابتدات الازمة السورية واستوعبت اكثر من مليوني لاجئ سوري الا ان ذلك لم يغفر لها من قبل بعض المنظمات المتشدقة بحقوق الانسان والعدالة والحرية والتي ما زالت تنادي بان يفتح الاردن حدوده على مصرعيها لكل من قال انا لاجئ حتى لو كان في عباءة ارهابي او متطرف وهم كثير على الحدود الاردنية السورية ويتربصون ساعة من نهار حتى تقترف اياديهم السوداء الارهاب بحق ابناء الاردن ومقدراته .
لم تخجل تلك المنظمات من المناداة والطلب من اجل ان يسمح الاردن لكل قاطع طريق او ارهابي او متطرف للدخول الى داخل الاردن متناسية ان الامن في هذا الوطن هو اولى الاولويات التي يسعى اليها المواطن الاردني قبل الحكومة الاردنية ومتنانسية ان الامن في هذا الوطن هو الماء والهواء والملح والزاد وبدونه لا يمكن ان يكون هناك اي هناء باي عيش او حياة ومتناسية ان كثير من الدول التي تقوى على استقبال واستيعياب السوريين اخذت تتوارى عن الاعين العالمية من باب ان امنها هو الاهم وهو اول اولوياتها ومتناسية امن الدول الاخرى التي تستوعب الكثير من السورين والاردن في او السلم في استقبال اللاجئين من كل حدب وصوب .
ان المحزن حقا والمخجل ان تنادي كثير من المنظمات وتطالب الاردن بالسماح لدخول كل طالب لجوء بغض النظر عن الانتماء او التطرف او الارهاب وتتناسى الدول الاخرى التي تقوى على استقبال الكثير من السوريين الفارين من جحيم الحرب والصراع فالسؤال هنا لماذا لا اتنادي هذه المنظمات وتطلب من الدول المقتدرة وكثيرة الموارد بفتح ابوابها وحدودها للسوريين فهل الاردن هو اكثر الدول مواردا واكثر قدرة على استيعاب اعداد اخرى ام ان هناك نوعا من الضغوط عليه حتى يكون تحت الامر الواقع بغض النظر عن ما تم منحه للاردن من منح من اجل استيعاب السوريين في المجتمع الاردني وان ما قدمت الدول المانحة لهذا الوطن لا يساوي مايكرو من قيم الامن والامان الذي يسعى اليه كل فرد في هذا العالم .
اليوم نحن امام تحدى كبير جراء اللجوء السوري الذي اخذ كل شي في طريقه واصبح الاردن محطة كبيرة للجوء واخذ ينحني ظهره جراء الازمات التي تحيط به وتنال منه وتطلب منه الكثير في حين المنظمات الدولية لا يهمها قيم الامن والامان الذي يسعى اليه كل فرد في هذا العالم عامة والاردن خاصة لان الامن اصبح مقوضا بحجم كبير في كافة دول الشرق الاوسط فهل تحسدنا هذه المنظمات التي تتباكى كما الدموع التماسيح على ما تبقى من نعمة للامن في هذا الوطن العزيز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى