التفنُّن بقهر المبدعين
أيُّ عقلية إقصائية تلك التي تتحكّمُ ببعض الإدارات السيادية في الوطن ؛ تلك الإدارات الغارقة بالكيدية وتصفية الحسابات والتعسُّف في استخدام السلطة ونكران الجميل بقرارات تكسوها الشبهات ، فيسعون أولا لتصفية منافسيهم على المنصب بتشويههم والإساءة لسمعتهم عن طريق النيل منهم وتنفيذ مآرب وأجندات بغيضة على حساب قيم التسامح التي ينادي به قائد الوطن ، فيصير الانتماء في قاموس هؤلاء مجرد ارتهان لمصالحهم الشخصية ومصالح أجنداتهم المتعارضة مع مصالح الوطن.
قبل أيام نسّب مدير عام الجمارك الاردنية بإحالة العقيد و الخبير الجمركي الدكتور صخر الجنيدي على الإستيداع من ملاك دائرة الجمارك ، علما بأن الدكتور الجنيدي يحمل شهادات وخبرات لا يملكها مدير عام الجمارك نفسه، ومما يجعل من قرار إحالة الجنيدي للإستيداع المبكّر من ملاك دائرة الجمارك وقبل بلوغ خدمته سن التقاعد بثلاث اعوام و اشهر هو قرار كيدي تعسفي ،ظالم ،جائر و مبرمج ولا يخدم المصلحة العامه، حيث ان خدمته في ملاك دائرة الجمارك تقل عن 22 عام، خصوصا ان التنسيب تم قبل انتهاء عقد مدير عام الجمارك بأيام محدودة؛ علماً بأن الجنيدي قد رشّحَ نفسه لمناصب قيادية في الدولة الأردنية ومنها دائرة الجمارك العامة ، وهذا قد يُففسّر الاستعجال في اتخاذ قرار استبعاده عن المنافسة ، سيما أن عدداً كبيراً من موظفي الدائرة تزيد خدمتهم عن (30سنه) ، فالقرار مخالف لكل قواعد العدالة وغير مستند الى اي اسس وله اثر سلبي مؤذٍ ، ولا مصلحة وطنية له ، سوى أنه ايذاء بكل الاتجاهات ولكل مكونات الدولة ويهدِّد الأمن الوظيفي لكل العاملين بإخلاص في سلك الدولة.
لا يمكن أن تكون اساءة استخدام السلطة مشروعة من المنظور الأخلاقي، لكن منطق الثار والنيل من المنجزات بتصفية الحسابات تارة ، والكيدية والتعسف في استخدام السلطة يجعل من ذوي النفوس الوضيعة المريضة تتطاول حتى على المبادئ والقيم وليعلّقوا أخطاءهم بالتالي على مشاجب الآخرين.
