بين رمان كفرسوم وعنب الخليل
د. ذوقان عبيدات
هل من الضروري أن تكون مشهورا حتى تكون مهما ؟ هذا السؤال دار في ذهني عندما قرأت مذكرات عدنان عبيدات، التي فاجأتني تماما . وسأشرح أسباب ذلك :
عدنان #مواطن عادي من #كفرسوم ، موظف في الاتحاد التعاوني، كان في #الخليل حين حدثت حرب حزيران، بقي هناك ورفض العودة مبررا ذلك بقيم عروبية أولا ، وبقيم مهنية ثانيا ، وهذا ما يهمني :
مواطن بسيط بقي في الخليل لكي يكمل مشروعاته التعاونية التي بدأها!! تبادل الحب والثقة مع أهل الخليل ، وأثار حفيظة #الاحتلال الذي حاول التخلص منه مرارا بعزله وإبعاده إلى عمان .
في مذكراته عشرات المشاريع التي نبه إليها ، وحفز المواطنين إلى دعمها ، مدارس وتعاونيات ومشروعات ورياض أطفال ! هذه أعمال وإنجازات قد تبدو بسيطة قياسا إلى إنجازات السياسيين وبطولاتهم الوهمية ! ولكنها إنجازات عميقة جدا زرعت ثقافة الحب والتضامن والثقة والأمل في نفوس أهل الخليل أولا وفي الضفة الغربية ثانيا !
لا يمكن فهم الإنجازات العديدة والتغيرات المجتمعية التي أنجزها في فترة حياته – أمد الله في عمره- إلا أنه كان يستثمر الوقت بشكل إيجابي يشعرك أنه وحده عشرات العاملين ! لا تكاد في مذكراته تسمع إلا علاقاته وتواصله مع عائلات الخليل : النتشة والجعبري وقطينة ويغمور والتميمي والقواسمي وغيرهم .
في مذكراته دروس تربوية عديدة ودروس تنموية وإدارية مهمة ، أضع منها :
- لم يخذله #المجتمع الخليلي والفلسطيني بأي طلب ، كانت مشروعاته ممولة اجتماعيا لوجود ثقة بين المجتمع والمسؤول، وغالبا ما يتم التمويل بسرعة تفوق سرعة إنجاز المشروعات. فالثقة بين المسؤول والناس كافية بحل أكثر المشكلات تعقيدا .
- وثقت به المنظمات التعاونية العالمية، بل هي من ساعدته على الصمود في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي فصله من عمله عدة مرات خوفا من زيادة تأثيره في المجتمع .
- رجل بسيط لم يسع إلى منصب لا في الضفة الغربية، ولا في الأردن، وهناك في الأردن من عرض عليه منصبا رفيعا في المنظمة التعاونية الأردنية ، وفضل البقاء مناضلا في الخليل.
- قدره أهل الخليل، وكتبوا عنه ، مما يجيب عن سؤالي في مطلع مقالتي: ليس بالضرورة أن تكون مشهورا حتى تكون عظيما ومهما ! فالأهمية هي في التأثير وليس في زيف الشهرة !
- تحية إلى رجل عادي لكنه الأكثر تأثيرا !
وهكذا أحب #عنب #الخليل ولم يترك ر#مان كفرسوم!