كيف أبطال لكل زمان ومكان ؟! / صالح عربيات

كيف أبطال لكل زمان ومكان ؟!

أيقونتي في الحياة “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه “، حين أكون سائقا ومن يسير خلفي يحاول أن يتجاوزني وأنا أرفض أن أفتح له المجال، يبدأ هو بالتلويح لي بأن أقف جانبا حتى نتشاجر ، ومن مبدأ: الموت ولا المذلة أقف، وحين ينزل من السيارة، إن كان بحجم العجل الأسترالي، أبلع ريقي وأستهدي بالرحمن، وأقول له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي، وإذا لم يرد السلام بالسلام أقول: (إنما المؤمنون أخوة)، وإذا قال لي: سد نيعك لماذا لم تفتح لي الطريق، أقول له: صدقني أنني لم أنتبه، فأنا مهدد اليوم بالفصل من العمل، وخالتي في قسم العناية الحثيثة في المستشفى وهي بحاجة الآن إلى التبرع بالدم، وأعاني من السكر والضغط ومقرر لي عملية قلب مفتوح، فقد تكالبت علي الكوارث وأرجو منك السماح، وأوضح من ملامحك البريئة انك (من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، فيدمع لحالي ويتركني وشأني. أما إذا كان من يريد أن يتجاوز عني بحجم (الجدي)، فأول ماينزل من السيارة أقول له: تحدث مع أهلك وقل لهم ما هي وصيتك لأنهم لن يروك حيا ترزق بعد اليوم. فيقول لي: يا أخي مش مستهالة، فأقول له: كيف مش مستاهلة، فأمسك فورا بخناقه، ولا أدع مجالا للحوار أو النقاش، وعندما يشارف على لفظ أنفاسه الأخيرة يتدخل عادة أهل الخير وعابرو السبيل بالفصل بيني وبينه فيُكتَب له عمر جديد!

أستغرب أن بعض الزعماء العرب ينصبون أنفسهم أبطالا للأمة ، ومنقذين للأوطان ومن بعدهم لن نعيش ، وأنهم لايعرفون قدر أنفسهم ولايخافون من ثورة شعوبهم !!

كم تمنيت أن يرتجف الزعيم العربي من مديونية بلده المتزايدة ، بل على العكس كلما زادت المديونية زادت قصوره وسياراته ، وكم تمنيت أن يخاف أي زعيم عربي من ازدياد نسب البطالة والفقر ، بل على العكس كلما زادت تلك النسب يطل على الشعب بخطاب قومي يحدثهم عن النعيم والازدهار الموعود.

مقالات ذات صلة

لوعرف الزعيم العربي قدر نفسه ، لطلب العفو والسماح والمعذرة من الشعب حين يعجز عن مواجهات تحديات الفقر والمديونية والعجز والفساد بحجم المحيط الاطلسي ، بالمقابل يحق له أن يكون بطلا هماما فقط حين يكون يطوّع كل تلك التحديات وتصبح بحجم العصفور !!

بلادهم دمرت ، واقتصادهم أفلس ، وشعوبهم جاعت ، والمنطق أنهم الان أرانب بمواجهة هذا الدمار ، أما أسود لكل زمان ومكان ، فليس له معنى إلا أنهم دمى خشبية بيد غيرهم !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنا اشهد بأنك اسد جسور على هذا المقال

    تحية لك و لقلمك الحر

    و تحية لشباب ذيبان

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى