“سمكة نيسان” / نورس عدنان قطيش

“سمكة نيسان”

أهلاً نيسان؛ بهجة الربيع وجنّة البستان، صبا القمح ونشوة المروج بالغزلان.
نيسان؛ تفتّح التوت، نهايات الدحنون ودفئ الإنسان.
لم يكذب نيسان بما يهلّ به من خير على الإنسان، تمتدّ فيه الأرض لتطعم الجائع وتكسو العريان، هكذا حدّثنا الأجداد فيما قالوه عن نيسان.

أكان الخير كذبة من كذبات نيسان، التي بدأ تاريخها إبان الإحتلال الغربي للأندلس، حيث نادى الإفرنج بالعرب والمسلمين: من أراد النجاة، يذهب للشاطئ، سفن المشرق بإنتظاركم في رحلة الوداع الأخيرة، هناك كانت الخديعة الكبرى، حان القضاء وضاق الفضاء، حلّ الموت بهم من كلّ صوب، حتى احمرّت المياه، وسمّيت هذه الخديعة بسمكة نيسان، لاصطيادهم كالسمك، فرّوا من الموت وفي الموت وقعوا !
إنها الكذبة الكبرى لنيسان، شبكة الخديعة واستهلال الموت !
يمازحنا العالم في الأول من نيسان بكذباته، على مبدأ: “دغّ بلغّ”، ليدمي مآقلنا.
لو أن الكذب فحلاً لما أنتج إلا شراً، ليتنا في الأندلس لنعتزل العالم وكذبه!
ما الخير إلا إدباراً والشرّ إقبالاً، زمن فيه يقضي العرب أيام السنة بالإنصات لكذبات الحكومات، إلّا الأول من نيسان؛ يوم للحكومات بالإنصات لكذبات شعوبهم !
يومكم أيها الناجون من شباك سمكة نيسان، نشوتكم الديمقراطية للتحدث بالكذب حتى عنان السماء، إنها كذبة أيها العرب، أيّهم يكذب على الآخر، وما زلتم ترجون العزّة وتبوّل عليكم ثعالب الإفرنجة !

اتركوا الكذب يا مستهلّو نيسان، شهر الخمسان في أرضه موائد الرحمن، مطره يحيي الإنسان من زيف العالم وكذب الشطآن، تمتعوا بهواء نيسان الذي يطير بالأرواح ويشقّق القمصان !

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى