قصيدة ولوحة .. ما بيَنَ أحـلامٍ مضتْ وأمانِ / معن سناجلة

ما بيَنَ أحـلامٍ مضتْ وأمانِ
ما بيَنَ أحـلامٍ مضتْ في ســـابقٍ …… وإلى أمانٍ ، في انـتظارٍ لاحــــقِ

نقضي الحياةَ ، بحلوِها ، وبمرِّها …… في غــفلةٍ ، عن كــلِّ صـبحٍ رائقِ

نتبادلُ الطَّــعناتِ ، والّلــعناتِ في …… أيـّـــامِنا ، مــن غـيرِ حــسٍّ ناطقِ

وكأنّنا في غـــــابةٍ ، في غـــيِّـــنا …… يعلو الغنيُّ على الفـقيرِ بشاهقِ

والمستبدُّ على الضـــعيفِ كــأنَّــهُ …… ســـوطٌ ، وسـيّافٌ لهُ ، كالسّائقِ

يقــــتادُهُ نــــحوَ النَّــهايَةِ صــاغراً …… للمــوتِ ، أو للذلِّ ، دونَ ســـوابقِ

حــتَّى يظلَّ بفــــيئه ، وظــــلالِــهِ …… وجِنانِهِ ، من غـــيرِ نِدٍّ حـــــانِـــقِ

ولكــــي يظـــلَّ بمــأمنٍ بنــعيــمهِ …… من غيرِ قـــرٍّ ، أو هـــــجيرٍ بائــقِ

ولذا تــــرانا كالسَّــــــعيرِ تجــهُّماً …… في كلِّ شــأنٍ بـــــينَنا مُــتَعـالــقِ

نــفــني النُّــــفوسَ جهالةً وضلالةً …… من أجلِ وهمٍ ، أو نـكـايةِ فـاسقِ

حتَّى نصيرَ إلى الحـروبِ وقـــودَها …… وإلى الضَّـــغائنَ مثــلَ نـهرٍ دافـقِ

مــن غــــيرِ أن نــدري بعمرٍ زائـــرٍ …… أو بــعــضِ يــومٍ عـــابرٍ ، أو طـارقِ

يأتـي ويمضي كالسَّــرابِ بتــيهِنا …… أو مثلَ لـــمـحٍ في الظَّـلامِ وبــارقِ

يجري ، ويركــــضُ هــــارباً بحياتِنا …… في خِــــفَّـةٍ وجَســارةٍ كالسّــارقِ

حتَّى نـــــؤوبَ إلى غُــــــروبٍ آفـلٍ …… لنــكـــونَ للآتـينَ نــبـــعَ مشـارقِ

وإذا بِــنا نبكي عــلــى أطـــلالِــنـا …… وعلى زمانٍ قد مضى في سـابقِ

وعــلــى غُروب شُـمُوسِنا ناياتُـــنا …… تبكي أنـــيناً ، كالـــقصيـدِ بخافقي

وعلى خـــريفِ العـــمرِ يذبلُ يومُنا …… ويجــــفُّ ضـرعُ الأمـــــنياتِ العـابِقِ

وحــنينُنا يمـــضي بنا في لــــهفةٍ …… لــيـــعيدَنا لزمــــــانِـنا كالـعاشـــقِ

بوريـــــدِنا وفـــؤادِنـا يســـعى دماً …… مُــتَدفِّقاً ، يجـــري بدمــــعٍ حــارقِ

نبـــــكي على ما ضاعَ من أحلامِنا …… والعمرُ مـــثل الظــلِّ ليسَ بــواثـقِ

وأنا وأنتَ بوهــــمِنا ، يا صــاحـــبي …… في حَـــربِنا وصــراعِنا المُـتلا حـقِ

في غــــفلةٍ ، عن أمــرِنا ، بسُباتِنا …… أحــــجـارُ نـــردٍ ، في يدِ المُتَسابِقِ

معن سناجله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى