قصة المنحوتة التي أثارت العواطف وحركت قضايا الهجرة

سواليف – ما إن وضع فريدريك رادوم منحوتته، التي تحمل اسم ” Trans ī re” أو المرور باللغة العربية حتى اشتعلت المشاعر والعواطف، لتلقى انتشاراً واسع النطاق في كل أنحاء العالم عامة والشرق الأوسط خاصة، حيث تزداد ظاهرة الهجرة بسبب الحروب والمشاكل الطائفية التي تعصف بالمنطقة.

رادوم نحات وفنان نرويجي يعمل في الأكاديمية الوطنية للفنون في أوسلو بمملكة النرويج، شهدت أعماله انتشاراً منذ العام 2001، خاصة في متاحف أوروبا مثل متحف آروز للفن الحديث (الدنمارك) والمتحف الوطني للفنون (الدنمارك) ومتحف كيستيفوس (النرويج) ومتحف بوري للفنون (فنلندا) ومتحف الفن التركيبي (المملكة المتحدة). كذلك شاركت أعماله في العديد من المعارض العامة مثل المعرض الوطني النرويجي، والمتحف الوطني للفنون (الدنمارك) والمجلس النرويجي للفنون.

وقد التقت “العربية.نت” رادوم وكان لها معه هذا اللقاء الخاص..

– ما هي الفلسفة التي تتبعها في أعمالك الفنية؟

بالنسبة لي الحوار هو أصل وجوهر الأعمال الفنية، فالفن هو حوار بين المتلقي والفنان بدون الحاجة إلى الكلام عن طريق عرض صورة تعبيرية.

أنا أكوِّن أفكاري من الواقع المحيط بي، مثل السياسة والفوارق الاجتماعية، أو حياتي الداخلية.
– أخبرنا عن الفكرة وراء منحوتة “المرور”، وما هي الرسالة التي حاولت إيصالها للعالم من خلالها؟

Trans ī re “المرور” هي منحوتة ذات بعد فلسفي.. شيء كان هنا الآن وعاجلاً أم آجلاً سيرحل”.

وفي معرضي الأخير تناولت قضية البدايات الجديدة التي نبحث عنها، والتي نتخلى من أجلها عن كل شيء ونترك كل شيء، ونهرب لبدء حياة جديدة، في رحلة للبحث عن المدينة الفاضلة.

هذا العمل هو انعكاس للحالة التي تتراكم فيها كل القضايا والمشكلات، ولكن بمساعدة بسيطة من الطبيعة يمكن خلق شعور جديد للتخلص من القلق والضغوط والاضطرابات النفسية، بل تعمل على إذابتها فحينما تحدث المشكلات عليك أن تنظر لها من زاوية أوسع وأكبر وهذا ما ينتج عن التوجه للطبيعة والنظر لها من زاوية أصغر.
– هل أثرت قضايا الإنسان والهجرة على أعمالك الفنية؟

أعتقد أن التضامن هو المفتاح لجعل العالم أفضل. وبالنسبة لي الأمر يتلخص حول محاولتي رؤية الناس تتمتع بالمساواة والعدالة، وهذا ما أحاول إيصاله من خلال أعمالي الفنية، علينا أن نتقبل أن الحقيقة كائن مرن، وأن لكل إنسان فهمه الخاص للحياة والمجتمع. وإذا تقبلنا ذلك سنتخلص من الكثير من مظاهر العنف، وهذا ما أحاول عكسه من خلال أعمالي، مثل “الغجر “و “الهدية” التي حاولت أن أنقل فيها شعوراً مشابهاً حول حاجتنا للتعاون والمساعدة من خلال أشياء تعبر عنا.
– معظم التماثيل والأعمال الفنية الخاصة بك بدون وجوه.. ما هي الرسالة التي تحاول إيصالها؟

بالنسبة لي الوجه هو المكان الذي يزيف الهوية، وفي بعض الأحيان لتنوير ما يحدث داخل العقل أحاول أن أعكس ما في الداخل إلى الخارج بدون زيف، مثل مجسم “Lumphead” حيث لا تظهر أي ملامح للوجه عدا رأس كبيرة منتفخة.

أحاول أن أعكس الإحساس الداخلي، وأعتقد أنه أمر شائع جداً، لكن ربما لا يتحدث الكثير عنه.

منحوتات أخرى رأسها مغطى بالصناديق والأكياس. هذا أمر مرتبط بالهوية لتكون مرئية للآخرين.

إن تغيير وتغطية الرؤوس والعقول بالنسبة لي وسيلة للتحدث عنا، نحن البشر وكيف نعامل بعضنا البعض، وكذلك ما يحدث داخل عقولنا.

– بعد انتشار أعمالك الفنية بشكل كبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هل تلقيت دعوة لعرض أعمالك في الدول العربية، وما البلد الذي ترغب في إقامة معرض به لأعمالك الفنية؟

لقد حصلت على الكثير من الاهتمام من الدول العربية، وأحب أن أقدم أعمالي في معارض ومتاحف الشرق الأوسط.

– ما هي رسالتك إلى الفنانين العرب؟

أدعوهم لإنتاج الأعمال الفنية التي تعبر عنهم وتشارك أفكارهم مع المجتمع.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى