أمية النبي كمال كمال خيرٌ بحقه من كاتب او قارئ يقال

أمية النبي كمال كمال خيرٌ بحقه من كاتب او قارئ يقال .

بقلم الشيخ عبدالله ابو عابد

قال تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون .
قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط : ولا تخطه أي لا تقرأ ولا تكتب بيمينك وأكثر المسلمين على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب قط ولم يقرأ بالنظر في كتاب .
وقد اشتد نكير العلماء على أَبي الولِيد الْبَاجِيّ حينما قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كَتَب يوم الحديبية .
وبخصوص ما حصل يوم الحديبيه ففي هذا الحديث دليل على أنه يجوز أن يكتب في أول الوثائق وكتب الإملاك والصداق والعتق والوقف والوصية ونحوها ( هذا ما اشترى فلان . أو هذا ما أصدق . أو وقف . أو أعتق . ونحوه ) وهذا هو الصواب الذي عليه الجمهور من العلماء وعليه عمل المسلمين في جميع الأزمان وجميع البلدان من غير إنكار . قال القاضي عياض رضي الله عنه : وفيه دليل على أنه يكتفى في ذلك بالاسم المشهور من غير زيادة خلافاً لمن قال لا بد من أربعة : المذكور وأبيه وجده ونسبه . وهذا امر بديهي ان يكتب النبي اسمه او نحوه ولا يخرج عن كونه امي لان هذا مخالف للقرآن ولا يعد قارئ او كاتب .
وبعض العلماء عد ما كتبه يوم الحديبية من معجزاته لكونه لا يعرف الكتابة وكتب ولا يخرج بذلك عن اميته .
وقال الذهبي : قلت : يجوز على النبي صل الله عليه وسلم أن يكتب اسمه ليس إلا ولا يخرج بذلك عن كونه أمياً .
وقد قال صل الله عليه وسلم : إنا أمةٌ أميةٌ لا نكتب ولا نحسب . أي لان أكثرهم كذلك وقد كان فيهم الكتبه قليلاً .
والشاهد قوله : إنا أمة أمية فهذا وصف العرب قاطبة وليس أهل مكة وحدهم وكان النبي صل الله عليه وسلم يعلم العرب بالتلقي أيضاً فكانوا يسمعون منه ويرون فعله ويحفظون ما يسمعون وما يرون وبقي الأمر هكذا حتى انتشرت الكتابة والتدوين في العرب فانتقل الناس من التلقي السماعي إلى السماعي والكتابي .

وقال تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم .

وقوله صل الله عليه وسلم لا نحسب هو قول حق ومع هذا فكان يعرف السنين والحساب وقسم الفيء وقسمة المواريث بالحساب العربي الفطري لا بحساب القبط ولا الجبر والمقابلة بل كان بابي وامي سيد الاذكياء في هذا .

ومما يؤكد أن المقصود بالامية أنه لا يقرأ ولا يكتب قوله إنا أمةٌ أميةٌ لا نكتب ولا نحسب . رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام النووي : قال العلماء : أميةٌ باقون على ما ولدتنا عليه الأمهات لا نكتب ولا نحسب ومنه النبي الأمي .

وأقول أن وصف النبي صل الله عليه وسلم بالأمي وصف مدح وكمال كمال لانه ابلغ في المعجزه إذ انه جاء بكتاب معجز وهو في الأصل لا يقرأ ولا يكتب . فكيف يستوي بمن لا يقرأ ولا يكتب أن يأتي بكتاب ويقول للناس هذا من صنيع يديَ ؟؟ لذلك كان القرآن معجزه مبهره لمن يطعن بنبوته وفيه دحض لمن يقول أنه خطه أو كتبه بيمينه لهذا كان أكثر تحدياً للعرب إذ انه لم يكن قارئاً او كاتباً ومع ذلك جاء لهم بكتاب معجز .

ولو افترضنا أن رسول الله صل الله عليه وسلم قرأ أو كتب في موطن واحد فانه لا يسمى قارئاً او كاتباً على إطلاقه فلتثلجوا صدوركم بطمأنينة من هذه الناحية .

لذلك كان العرب أمة أمية لا تعرف علومها من طريق الكتابة وإنما بالتلقي سماعا ولتعزيز علومهم كانت لهم أندية ثقافية موسميه ومنها : (المجنة وعكاظ والمجاز) .
وأمية النبي صل الله عليه وسلم فكانت كمال في حقه علومه كان يأخذها بطريقتين :

1 – الطريقه الأولى : بالتلقي وهي طريقة من طرق التعليم للنبي صل الله عليه وسلم فكان يأتيه الوحي بالقرآن والسنة ويأخذهما عن أمين السماء جبريل كما قال الله تعالى : (علمه شديد القوى) .
2 – والطريقة الثانية : هي علوم وهبية من رب العزة مباشرة يقذفها في قلبه عليه الصلاة والسلام . وكما جاء في سنن الترمذي : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة قال : أحسبه في المنام فقال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت : لا قال : فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال : في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض قال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم قال : في الكفارات والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال : يا محمد إذا صليت فقل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون قال : والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام .

فأمية النبي صل الله عليه وسلم كمال في حقه لكونه كان يتلقى علمه من الله جل جلاله أحيانا مباشرة وأحيانا بواسطة الوحي والكمال والجمال لنبينا انه تلقى علومه عن رب العزه تاره وتاره بواسطة الوحي المنزل جبريل ولم يتلقاها من جاهل .
وأما من وصف النبي صل الله عليه وسلم بالجهل كونه أمياً فهذا لا يعرف من العلم شيئاً زيادة على جلافته وسوء أدبه فكيف يكون نبيا وجاهلا !!؟؟
وهل تتلقى الأمة دينها وعلوم شريعتها عن جاهل هل يصح هذا في عقل عاقل .

والادلة كثيرة من أيات وأحاديث ومنها لما نزل عليه الوحي عندما كان يتحنث أي يتعبد في غار حراء فيقول له جبريل عليه السلام إقرأ ويرد عليه بأبي وامي ما أنا بقارئ ؟؟ وأعادها عليه ثلاث مرات وفي كل مره يقول ما أنا بقارئ .

وقد امتدحه بقوله : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . فكيف يستوي أن يعلمهم صل الله عليه وسلم الكتاب والحكمه وعلوم التزكية والأخلاق الحميده وهو جاهل بها ؟؟

أقول كفاكم معاداة وكفوا ألسنتكم عن سيد ولد ادم فقد شهد له الشجر والحجر قبل ان تشهدوا له .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى