الشعبُ سَيهزِمكم ! / عبدالكريم أبو زنيمة

الشعبُ سَيهزِمكم !

على مَر عُقودٍ طَويلة من الصِراع العربي الصهيونيّ ، فَشِلت آلةُ الإعلام الصهيوني العِملاقة وجَميعُ مُعاوينها مِن الغَربِ ومِن المُتصهينينَ العَرب ، في أن تَطمِس وتُزيّف حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي بالرغم من المليارات الضخمة التي أُنفقت للتأثيرِ على العقلِ الجَمعي العربي وجعلهِ يتقبل وجودَ هذا الورم الخبيث في جسمهِ العربي ،إلا أنَّ الشعوب العربية ورُغماً من كل المآسي التي مرت بها وتعيشها حالياً من جوعٍ وفقرٍ وتشرُد وكبتٍ لحرياتها وتشويه لتاريخها وعقيدتها وثقافتها الوطنية فإنَّها لا زالت تؤمن بأنَّ قضيتها المحورية والرئيسية هي القضيةُ الفلسطينية .

ولا أدلَّ على ما سَبق أكثرَ مِن رُدودِ الفِعل العاصفة التي واجهها عبد الرحمن السُديس الرئيس العام لشؤون الحَرمين الشريفين ، بَعد تَصريحاتهِ التي أدلى بِها خلال مُشاركته في مؤتمر منظمة العالم الإسلامي المُنعقد في نيويورك برعاية العاهل السعودي الملك سلمان والقائلة بأنَّ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية اليوم هُما قُطبا العالم بالتأثير ويقودان العالم والإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وبقيادة الرئيس الأمريكي إلى مرافئ الأمن والسلام والإستقرار والرخاء ، إحدى رُدود الفِعل هذه هي ذهابُ البعض من علماء الدين إلى الإفتاء بعدم جواز الصلاة خلفه ، فالشعوب تدرك أنَّ أمريكا هي الراعي والداعم الرئيس للدولةِ اللقيطة المُحتلة لفلسطين وهي – أي امريكا – راعيةُ الإرهاب العالمية وناهبةٌ لثروات الشعوب وهي التي سفكت ما سفكت من دماء المُسلمين وبقيّة شُعوب الأرض ،فأيُّ رخاءٍ وأيُّ إستقرار ذاكَ الذي قصده السُديس ! بالمُقابل عندما وقف مرزوق الغانم رئيس مجلس الأُمة الكويتي في مؤتمر الإتحادِ البرلماني الدولي الذي عُقد في مدينة سان بطرسبيرج في روسيا وهاجم رئيس وفد إسرائيل واصفاً إياهُ بممثل لدولةٍ إرهابيّة مُحتلة وقاتلة للأطفال ، لَقيَّ موقِفهُ هذا دَعماً كَبيراً من أبناءِ الشَعب العَربي .
الموقف الأول “السديس” هو موقفُ نِظام يُدينُ بالولاء لأمريكا ويحتمي بها وترتبطُ كينونتُهُ بإستمرارِ مشاريعها في المنطقة ، مِثلُ أغلبية الأنظِمة العَربية التي تدورُ بالفلكِ الأمريكي وتحتمي بهِ وتُنفذ سياساته ومخططاته ، أما الموقفُ الثاني “الغانم” فُيمثلُ موقِف الشعوب العربية وصوت الحق والحرية والنضال ، فالهُوة والمسافة بعيدة بين الموقفين والفجوة تتسع يوماً بعد يومٍ ما بين الشعوبِ العَربية وأنظِمتها الرسمية ، هذه الأنظمة عجزت عبرَ عِدة عُقود من معاهدات الذل مِن تمريرِ ثقافة التطبيع مع دويلة الكيّان اللقيطة ، ومن هُنا فإنَّ الشعوبَ العربية ستهزِمُ كل مشاريع الخُنوعِ والإستسلام .
aboznemah@yahoo.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى