( فَلْيسقُط ِالإنسانْ ) / هاني الرفوع

وَقفْتُ طويلا ساهِم َالطّرف و القلب أمام هذا المشهد اليتيم، و لم تَجُدْ القريحة إلا بهذا النص المتواضع علّه يطفئ بعض ما في الجوى من ألم!

160818081445_omran_640x360_amc_nocredit

( فَلْيسقُط ِالإنسانْ )

الوردُ في عيَنيكْ
و الشّوكُ في قُلوبِنا
العِطرُ في خَدّيكْ
و السُّحْتُ في بُطونِنا!
يا وَجْنةَ السّنا،
يا خَفْقةَ القَوافي،
يا ضِحْكةَ الجَنى
وَ دَمْعةَ المَرافىء،
هذا الرَّمادُالفَجُّ في جَفْنَيكْ
بَعْضُ حُقولِ اللّيلِ في أسْمارِنا
هذا الدّمُ الثّرْثارُ في فَوْدَيكْ
جادتْ بِهِ الأحْقادُ في أَغْوارِنا
هذا الخُشوعُالمُرُّو الشُّرودْ
أَخْجَلَ زَيْفَ النّورِ في أبْصارِنا!

مقالات ذات صلة

**********

( عمْرانُ ) يا تَسْبيحَةَ الزّنابِقْ!
يا بُرْعُماً
ضاقَتْ بِهِ الحُصونُ و الخَنادِقْ
يا مَعْبداً،
طافَتْ بِهِالدّموعُ و الحَرائِقْ،
لا تُثْنِكَ السُّيوفُ و البَنادقْ
و القَهرُ و الضِّباعُ و المَشانقْ
حَلّقْ بِعزمِ ريشكَ المَذْعورْ
و حُلْمِكَ المَبتورْ
أطْفئْ بأنفاسِ الشذّى
ريحاًتُغالِبُ المَدى
وَ تَهْتِكُ السُّتورْ!
ضَمِّدْ جِراحاتِ الرّحيقْ
وَ اغْسِلْ تَراتيلَ البَريقْ
بِزِنْدكَ الرّقيقْ
وَ خَطْوكَالرّشيقْ
فقد ذَوى في عُشّه الرفيقْ
وَ أقْفرَ الصّديقْ!
لا تنتظرْ دَمْعاتِنا
خَيْماتِنا
خَيباتِنا
لا لا تَثقْبِدمْعِنا
لا تَكْترثْ
بِالقَيْحِ وَ النّهيقْ
و اقرأْ على قَبرِالنّدى
مِنْ سِفْرِ ” إيلانَ ” الغَريقْ!
إلياذةَ البَراعمْ
وَ سيرة َالحَمائمْ
وَ غزوةَ الجَماجِمْ
وَ غُربةَ الطّريقْ
*****
فَلْتَبْقَ يا (عمرانْ)
عَميدَزَهْوِ الصُّبحِ وَالزّهورْ
وَأغنياتِ القَمحِ و البُذور
وَ اللؤلؤ المَنثورْ!
فَلْتَحْيَ يا (عمرانْ)
يا فارسَ اللّهيبِ و الدّخانْ!
وَ لْيسْقُط ِالإنسانْ!
وَ البحرُ و الرّبانْ
وَ الموجُ و القُرصانْ
وَ ليسْقطِ الصّباحْ!
وَ النَدّ و الأقاحْ
فَلْتَسْقطِ المَرايا!
وَ زَيْفها المَمْسوخْ
والشِّعرُ و الربيعُو الألوانُو الهَدايا
وَالعدلُ و الضّميرُ و النّوايا
وَلِيسْقطِ الكلامْ!
وَ الخيرُ و السّلامْ
وَ الحبُّ و الوِئامْ
فَكلّ ما في اللّيلِ من أقمارْ
وَ كلّ ما في الحُبّ من أسرارْ
وَ كل ما في الكونِ من بِحارْ
لم تمسحِ الوُحولَ عَن ضَفائرِ الأمطارْ
وَ لم تَصُدّ الثّلجَ عن سنابلِ الأشعارْ!
فَلْيسقُط ِالإنسانْ!
و اللّيلُ و الضّبابُ و الخذلانْ
فَلْيسقُط ِالإنسانْ!
فَلْيسقُط ِالإنسانْ!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى