في رحاب كوفيد – 19

في رحاب كوفيد – 19
م. محمود ” محمد خير ” عبيد

لم أكن أتوقع في يوم ان اكون احد ضحايا كوفيد – 19 و لكن من الواضح أننا جميعا و لحين إيجاد لقاح سوف نرتشف من هذا الكأس المر؛ بحيث مرارته أصبحت نفسية أكثر من جسدية. لقد حاولنا قدر الإمكان توخي الحيطة و الحذر و لكن مشيئة رب العالمين فوق كل شيء.  في اعتقادي الشخصي أن عملية العزل و الحجر و الحجز آثارها النفسية أعظم بكثير من آثارها الجسدية فوجودك في مستشفى في بيئة تحوي على العديد من الحالات يجعلك تشعر بالإحباط.  فلماذا لا يتم إيجاد بيئة حجر و عزل صحية في مناطق تحمل بين ثناياها طاقة إيجابية للنفس البشرية أو يكون العزل في بيئة منزلية سليمة. فلا أعتقد أن الحكومة مع كل التقدير والاحترام لن تكون حريصة على صحة عائلة المصاب من المصاب بحيث يبقى الدعم العائلي أهم عوامل الشفاء. هذا من جهة من جهة أخرى فيما يتعلق بالاستحقاقات الدستورية نعتقد في ضوء تزايد أعداد الحالات من باب أولى تأجيل أي استحقاق دستوري يدعوا إلى التجمعات فصحة الإنسان و حياته أهم من أي استحقاق دستوري و نحن من أطلقنا في بداية الجائحة أن حياة المواطن الأردني من أوليات الدولة و دمرنا بنيتنا الاقتصادية والاجتماعية من أجل التفاخر بهذا الشعار لنصل إلى ان كل ما دمرناه من أجل صحة و حياة المواطن الأردني ذهب إدراج الرياح و اصطدم بصخرة الفساد الذي سمح للوباء بالدخول دون رقيب من خلال أحد المعابر الحدودية و ها نحن ندفع الثمن بعد أن كنا وصلنا إلى بيئة صحية خالية من الكورونا حسب تصريحات المسؤولين الحكوميين؛ السؤال الذي يطرح نفسه كيف تعاملت الحكومة مع المسؤولين ممن سمح كادرهم بإدخال كوفيد – 19 إلى الأردن لم نسمع ان استقال شخص أو حوكم شخص من المسؤولين عن التسيب في المعابر الحدودية و الذي جرم أي واحد من المتسببين جرم أمن دولة لأنه دمر منظومة اقتصادية و اجتماعية. إلى متى سوف تبقى الحصانة للبعض على حساب الوطن و الشعب و مقدراته.  فعدم محاسبة المتسببين بدخول الوباء إلى الوطن يجعلنا نرفع شعار منصب المسؤول أهم من الوطن و المواطن و المواطن أرخص من أن نهتم لمصلحته أو أن نحاسب مسؤول لتقصيره مهما علي منصبه فهل الوطن قائم على مسؤول أو قائم على شعب. نعم قد تجرعت من كأس كوفيد – 19 لا أنكر  قد يكون نتيجة تقصير مني و لكن أيضا تقصير من السلطة الرقابية المترهلة على الأماكن العامة. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق أين دور الثقافة المجتمعية و رفع من سوية الوعي للمواطنين أين الزيارات للأماكن الأقل حظا لتوعية ابناءهم بشكل مباشر.  ما فعلته حكومتنا تسويق إعلامي لوضع أثبت فشلهم في إدارته.  نغم تكون التجربة جديدة على الجميع و لكن الاستئناس بآراء الجميع واجب وطني لأننا لن نخاطر بارواح 11 مليون مواطن و ندمر وطن من أجل عنجهية و أنانية مسؤول يتعامل مع الوطن كعزبة عاءلته يصول و يجول بها كما يريد. كلمة أخيرة أود أن أقولها الوطن فوق الجميع و حياة الناس أمانة و الله موجود في كل مكان يمكننا التضرع اليه في البيوت و في الكنائس و المساجد فلا تجعلوا همكم أين تتقربون إلى الله و تعبدوه.  اجعلوا همكم كيف نحمي الوطن و حياة الإنسان.  جنبكم الله كل مكروه و كل أذى و حمى الله الإنسانية من هذا الوباء. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى