في ذكـرى النكبــة / تسابيح ياسين إرشيد

في #ذكـرى #النكبــة
تسابيح ياسين إرشيد
في ظلِّ الأوضاعِ المتأججةِ التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في هذه الأيـّام، تحلُّ الذكرى الرابعة والسّبعون للنكبة. أربعة وسبعون عامـًا، وما زالَ الفلسطيني يدافعُ عن أرضهِ، بلا كللٍ، أو مللٍ. ورغم العملِ المتواصلِ لطمسِ الهُوِية الفلسطينية، ومسحِ فلسطين من ذاكرةِ الشعبِ العربي، إلا أنّ هذه القضية لم تزل نابضة، ومتجددة في قلب الشباب العربي، ولم نزل كذلك نشاهد أحداثـًا تؤجج الشعور بالقضيةِ الفلسطينية، وأنّها أعمُّ من أنْ تكون قضية قُطرية.
فالشعوب العربية تحملُ همَّ القضيةِ الفلسطينيةِ، وتعتبرها مسألة هُويِّة، ومصير.
ورغم المحاولاتِ التي تعملُ على طمسِ معالم هذه القضيةِ، فإنَّ الشعورَ العربي هو شعورٌ وحدَوي بأنّ هذه القضية هي قضيةُ كل مواطن شريف.
وبعد هذه السنوات من ممارسةِ القمع والتهجير بحق الشّعبِ الفلسطيني، ومحاولة سلخهم عن قضيتهم، نجد التطور الطبيعي لهذه القضية قد حملَ الحلم بالعودة، واليقين بزوالِ المحتل الغاصب لهذه الأرض المقدسة، فالشعور العربي العام يتجه صوب الأراضي المقدسة الفلسطينية بيقين بأنّ هذا الكيان قد باتَ مترهلا، هشا، آيلا إلى السقوط، والانهيار. فهو كما قالَ أحد أبطال نفق الحرية: “وهمٌ مِن غُبارٍ”، وهو بالفعل كذلك لكل من تأمل التغيرات الإقليمية، والعالمية في المواقف، والقوى، فيقيننا أنّ الخروجَ من هذه النكبةِ قريب لا محالة.
وإذا كانت النكبة في معاجم لغتنا العربية تحملُ معنى المصيبة المؤلمة التي تُوجع الإنسان بما يعز عليه من مالٍ، أو حميمٍ، فالأمل باستعادة الأرض المباركة، والإصرار على تحريرها، كانَ ملازمًا لكل آنٍ من آنات هذه النكبة.
ستمرُّ هذه النكبة بأوقاتها الصعبة، بكل تأكيد، وسيعقبها صبح مشرق، تعود لنا معه أرضنا، ووطننا. ستعود الأغاني الفلسطينية، والأهازيج، وستعودُ كذلك تكبيرات المآذن، وتراتيل الكنائس، ويتعانقان على هذه الأرض المقدسة.

Tasabeeh_Irshaid@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى