في ذكرى الكرامة ودّعنا أحد أبطالها

في ذكرى الكرامة ودّعنا أحد أبطالها

طاهر العدوان

تعلمنا معركة الكرامة المجيدة معنى البطولة التي يمنحها الشعب لابناءه الذين تصدوا للغزاة دفاعا عن تراب وطنهم ،الشهداء منهم و الاحياء والاموات ، تلك البطولة التي لا تقررها او تمحوها السياسات المتقلبة او المتخاذلة للحكومات انما تلك التي ترسخ في وجدان الشعب والامة وتصبح جزءا من تراثه وثقافته الوطنية ، ولا يمحوها التاريخ لانها اعمال رجال ساهموا في تغيير مجراه . تخيلوا لو ان العدو نجح في احتلال الاغوار وجبال السلط لكانت اليوم ، بلقاء الاردن ، مثل الجولان المحتل الذي تكرس احتلاله بعد اكثر من نصف قرن باعتراف ترمب الصهيوني بضمه الى اسرائيل .
في الذكرى ال ٥٣ لهذه المعركة المجيدة ودعنا بالامس احد ابطالها الفريق الركن محمود حماد واحد ابطال حرب تشرين في الجولان ،رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، رحل كغيره من قادة الكرامة الى دفتر نسيان الحكومات ، وإلا لكانت الحكومة تزداد شرفا لو بعثت بارفع ممثليها للمشاركة في وداعه .
بئست معاهدة وادي عربة التي وجدت فيها احدى الحكومات حجة لتمنح الكيان الصهيوني الحق في الغوص عميقا في تراب بلادي ليمد فيه انبوب غازه المسروق ، وحتى يردد قادته بان صناعات الاردن ستكون تحت رحمتهم ، التراب الذي كان عصيا على ارتال جنوده ودباباته وطائراته في معركة الكرامة . وبئست معاهدة الشؤم التي جعلتهم في تل ابيب بتباهون بانهم قادرون على جعل عمان عطشى بعد ان تركنا لهم السيطرة على مياه منحنا اياها الله تعالى منذ ان كانت الارض والانسان واقصد مياه الاردن وطبريا واليرموك وجبل الشيخ .
بئست المعاهدة التي تجعلنا نذهب الى اتفاقية مع جيش امريكا تسمى دفاعية وهو الحليف الاستراتيجي لاسرائيل ،معاهدة لم يُذكر فيها سطر واحد عن الدفاع عن حدود الاردن وترابه ، قد يبرر عقدها . هذا الوطن المهدد دائما من احتلال اسرائيل ومخططاتها التوسعية القائمة على قدم وساق من اجل تهويد الضفة المحتلة وتهجير سكانها والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية ، وهو الهدف الذي أصمّت الحكومات آذاننا به ،بقولها انه يمثل تهديدا مباشرا للامن الوطني ومصالح الاردن العليا .
المجد والخلود لجميع شهداء معركة الكرامة من الجيش ومن المقاومين من داخل المخيم ، رحم الله الحسين القائد الفذ ، ورحم الله قائد المعركة الميداني البطل مشهور حديثه ، لهم جميعا جنات الخلد وللاحياء بيننا من ابطال الكرامة الدعاء بالصحة وطول العمر وبكم يعتز الوطن ويفتخر .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى