في حضرة التيه الحالك !

في حضرة #التيه الحالك !

بسام الياسين

ليس من الحصافة الطعن بوطنية #مواطن خرج للشارع،شاهراً حنجرته مطالباً بالخبز والحرية،ولا يجوز الانتقاص من فكره اوالاستهانة بغضبه، حين يصرخ من وجعٍ، لفقدانه #ضروريات حياته.فاي وجع اوجع من هذا الوجع.لقد شبع المواطن صفعاً من انظمة لا تحترم انسانيته. هذا ـ المسخوط ـ لو عرف ما ينتظره،لرفس ” القابلة غير القانونية ” التي اشرفت على ولادته، وظل ممسكاً باسنانه برحم امه لئلا يتعرض للبهدلة على امتداد عمره .

حياته مرمطة منذ #صرخة #الولادة لشهقة الموت.لقمته مغموسة بالسم ،الحصول على عمل معجزة،المواصلات شعبطة،المعاملة الرسمية لا تمشي الا بالواسطة .مواطننا ايوب عصره، يحتاج الى قوة خارقة ليحافظ على توازنه.ما زاد كآبته كآبة،إن مجتمعه صار اشبه بسيرك هندي:ـ اعصاب مشدودة،العاب خفة، طلاسم غير قابلة للفكفكة،ثعابين تتراقص على ايقاع الطبلة،أُسود ذليلة تُجلد كالحمير.قرود تتقافز من منصب لآخر،خيول اصيلة يركبها بهلوانات.

مقالات ذات صلة

المسؤولون،لم يعرفوا ان الاوطان ليست سيركاُ بل اوطان تكبر بمبدعيها،رموزها،علمائها،مثقفيها .انتهى زمن الشعوب المقهورة في الدنيا كلها، ولم يبق منها الا على الخارطة العربية،دول رضيعة عاجزة مستسلمة لقدرها، بانتظار فرج يدق ابوابها،بينما النخب الحاكمة المتحكمة فيها، تستصغر شعوبها كانهم نكرات منكورة ،تتحكم برغيف الخبز الى كرسي النيابة.

كانت النتيجة نهاية فجائعية للحاكم بامره، الذي لم يفهم شعبه ولا يريد ان يفهمه ،الا اذا طار عن كرسيه وحط منفبا بمدينة جدة او جرجر اذيال خيبته بثورة شعبية واختبأ بعبارة،عندئذٍ يتباكى :ـ ” الآن فهمتكم ” او ” من انتم “.بدورنا نقول :ـ خاب ظن من يظن ان الشعب العربي، خمدت براكينه.فالشعوب كالبراكين لا احد يعرف اسرارها فهي تهمد ولا تخمد.

الشعوب خرجت من دائرة التضليل،حين صارت المعلومة في متناول العامة .فقررت التصدي للفراعنة ،منهية زمن الصمت، وبدء مرحلة التطهير بنفسها وعلى عاتقها، لغياب حكومات منتخبة،برلمانات شعبية تبني الاوطان العظيمة، و تتماهى مع التغيير، حيث تحترم العقل النقدي والوعي الجمعي.اذآك لا مكان للشائعة ولا للاخبار المدسوسة.تراه في الشدائد، سداً منيعا،متعالياً على الصغائر،رافعاً المصلحة الوطنية،مستعصياً على دبق وفخاخ الشبكات العنكبوتية.

لهذا،كيف يسعد مسؤول بظلم من حوله،سرقة وطنه،تعطيل الديمقراطية.فلا قيمة لوظيفة او مكانة علمية، ان لم تقم على ارضية اخلاقية غراسها الانتماء و ثمرها الولاء وخدمة الناس.فاسوأ الاوطان من تحكمت بها نخبة طفيلية، واحدهم لا بصمة له ويفنى عمره في مستنقع رغائبه،تاركاً حبل غرائزه على غاربه،لعله يطفيء ما استعر في اعماقه من شهوات او ثأراً لما مرَّ به من تجارب طفولية مهينة ،سيطرت على عقله الباطن واذكت نيرانه حقدهلى بني جلدته . فيا لبؤس العرب من هكذا نخب تستظل، بقوانين الطواريء وتنعم بقوانين الدفاع.

تصوروا ان مياه الامطار تغرقنا،السيول تكشف عظام موتانا تسحب اطفالنا للبحر الميت.كلمة ” ط… ز ” تدخل البلد في دوامة،اقالة وزيرين سياديين لانهما لا يرتديان كمامة…مداهمة وليمة يحضرها علية القوم على راسهم رئيس وزراء،شباب يتلوى من بطالة خانقة،جماهير غاضبة تجوب الشوارع للبحث عن الذات، نخب مؤتمنة على العباد،غارقة في التفاهة، لا تقيم للانسان وزناً ولا للقيم احتراما،جلَّ همها ان تبقى في الصدارة وكأن الله لم يخلق مثلها في البلاد.

نقول من باب الغيرة لم يبق معنى لاي معنى وصار الكرسي كالزحافة. نقولها بصراحة للممتطين الكراسي العالية كفى .ـ والله ـ قرفنا عيشتنا.اهبطوا للارض وافتحوا اقفال عقولكم،فان ركبتم رؤوسكم فلن تركبونا.فحروفي فصيحة ولغتي مفهومة واياكم المراوغة فلن تنفع التوبة عند الغرغرة،وخذوا العبرة ممن سبقكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى