52 عاما على النكسة

سواليف
يصادف الأربعاء، الخامس من حزيران/ يونيو، الذكرى الـ52 للنكسة “حرب الأيام الستة”، التي وقعت عام 1967، وتعد الثالثة ضمن الصراع العربي الإسرائيلي.

أسفرت الحرب عن استشهاد 15 ألف – 25 ألف عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي.

دارت الحرب بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن خلال الفترة ما بين الخامس من حزيران / يونيو وحتى العاشر منه، وأسفرت عن احتلال إسرائيل بقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، والجولان وسيناء.

ونهبت إسرائيل الكثير من ثروات الضفة الغربية، سيما المائية منها، وباشرت بعمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة ممنهجة.

وكان من نتائج حرب 67، صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.

لم تقبل إسرائيل بمنطق السلام، ورفض قرارات منظمة الأمم المتحدة وتحدت ميثاقها وانتهكت مبادئها؛ واستمرت بالاستيلاء على الأراضي ونهبها لصالح الاستيطان.
استذكر خبراء واكاديميون الحرب العربية الاسرائيلية عام (1967) المعروفة بحرب حزيران، مبينين أنها كانت مدبرة ومخطط لها من الإسرائيليين، بهدف التوسع وضم الجولان وسيناء والضفة الغربية .
ذكرى النكسة كانت من أهم المحطات في التاريخ العربي الإسرائيلي بعد حرب عام 1948، بحسب أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني.
وبين ان سبب الانهزام جاء، على خلفية واقع عربي مؤلم، اتسم بتعطل العمل العربي المشترك، في ظل وجود دعم أمريكي لامحدود لإسرائيل، إذ كانت الأخيرة تتوسع على حساب الدول العربية .
وبين أنه وبعد مرور 52 عاماً على تلك الذكرى ‏وتفكيك رواية النكسة والظروف التي تصعّدت فيها قبيل حدوث الحرب، يتبين أن الحالة النفسية العربية العربية، كانت تمثل أمراً مقلقاً في الشأن العربي، حيث كانت دول المواجهة العربية منغمسة في الصراعات فيما بينها، ‏كما طغى الخطاب العاطفي حينها على الخطاب العقلاني، ما أثر في الاستعدادات للحرب.
وأوضح أن من النتائج الكارثية للحرب ضياع كامل فلسطين وقطاع غزة وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء وخسائر في صفوف الجيوش العربية، وتهجير مئات الآلاف، وأثبتت عمق الخلافات العربية، فما زالت فلسطين تعاني النكسة وما زال شعبها يرزخ تحت الاحتلال.
خبير القانون الدولي المحامي الدكتور انيس فوزي القاسم، قال أنه بمناسبة مرور 52 عاماً على النكسة، كان الإسرائيليون يناقشون الحرب التي خاضوها ضد الدول العربية، على أنها دفاع عن النفس، وقد اشترى المجتمع الدولي يومئذ هذه الأطروحة وقبلوا بها إلى حد بعيد، وأن إسرائيل كانت مهددة من قبل دول عربية !وأضاف نكتشف من حرب حزيران، أنها حرب مخطط لها، بهدف التوسع الإسرائيلي، مشيرا الى تصريح لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المنشور عبر الجيروزليم بوست في الثالث من شهر حزيران الحالي،: “بأن هذه أراضٍ محررة ولن نتنازل عنها”، وقال ان هذا يعني أن كل أطروحات المفاوضات السلمية (عبث دبلوماسي) وفق تعبيره.
استاذ العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط الدكتور محمد بني عيسى قال، ‏انه حينما نستذكر حرب حزيران، ندرك انها لم تكن موجهة الى فلسطين فحسب وإنما على الدول المحيطة به ايضا.
وأوضح أن اسرائيل استطاعت أن تحتل مساحة أكبر من حجمها، فاحتلت مرتفعات هضبة الجولان، والضفة الغربية وقطاع غزة، واستكملت احتلال القدس بأكملها.
وأضاف “لقد حاولت إسرائيل شن هجوم مباغت بعد النكسة، بحجة ملاحقة الثوار في غور الأردن، والمعروفة بمعركة الكرامة، ولكي تثبت للشعب الإسرائيلي، بأن لها قوة كبيرة بعد هزيمة الدول المجاورة في حرب النكسة، وبأنه الجيش الذي لا يقهر.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن الأردن حينها كان خارجاً من خسائر حرب حزيران، إلا أنه استطاع مواجهة اسرائيل والنصر في معركة الكرامة بالرغم من قلة الإمكانات لإيمانه بالعقيدة وتسلحه بقوة الإرادة والعزيمة.
وثمن الدكتور بني عيسى وقوف الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الإسرائيلية والتصدي لها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى