فيفي تفتي وحليمة تجتهد !

فيفي تفتي وحليمة تجتهد !
بسام الياسين

ليس من ساقط الحديث او اجوف الكلام، الاعتراف ان الواقع العربي بائس، ومواطنه يائس،فيما الاصلاح ميئوس منه،طالما اننا محكومون بعقليات فردية،فلا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة، في مدن فسدت ليس بينها مدينة فاضلة. جنرالات الكراهية لا يتورعون عن فرم من نطق بـ ” لا الاعتراضية ” ولم يقل ” نعم الاذعانية “، ليحظوا بترفيع او حظوة.الاشد بؤساً، جحافل الذباب الألكتروني الذين يبررون افعال سادتهم المشينة،والمجاهدة لتلميع نخب فاسدة تلك التي سلط الله علينا بنفاقهم الاوبئة واذلنا بظلمهم حتى داهمت الفيروسات بيوتنا واحتلت الباساء والضراء شوارعنا العربية بجيوش جرارة من المتسولين.

الكورونا صارت حجة للفجور،وتطاولاً على حرمة رمضان.فقد صدرت فتاوى واجتهادات مخجلة من خارجين على النص الشرعي والفقه الديني.الروائي المصري، يوسف زيدان اعطي نفسه الحق بالدعوة، للافطار في رمضان معتبراً ان الازهر ودور الافتاء لا دخل لهما،وهو القائل ان اصل العرب / سكان الجزيرة العربية،كانوا سراق ابل.

الرقاصة فيفي عبدة هي الاخرى، طلعت علينا ببدلة الرقص تنصح المسلمين بالعبادة لمحاربة الوباء ثم تُسلي المشاهدين برقصة خليعة. كذلك عادت حليمة بولند لعادتها القديمة.فاطلت علينا، اثر نوبة دينية طارئة تطالبنا بقرآءة القرآن والاكثار من الادعية،وهي ترتدي فستاناً شفافاً يمكن طويه ودسه في علبة كبريت.المفارقة ان اشهر مصارع في اوروبا ـ المصارع النمساوي ـ فيلهلم اوت ـ .اعترف ان الكورونا اعطته الفرصة للتعرف على الاسلام ودراسته بعمق” ثم ردد الشهادتين على مرآى من العالم.ما يعني ان مشكلة الاسلام ليست مع المستنيرين بل مع المتشدقين، المصابين بوهم المعرفة.

في علم الاقتصاد العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، لتحل محلها في الاسواق،كذلك بعد ان ضّيقت الحكومات العربية، سبل العيش على العلماء،انكفأوا على انفسهم لتحل مكانهم امثال فيفي وحليمة و زيدان وليس غريباً ان يظهر ” افيخاي ادرعي ” ليدلي بدلوه.المهزلة ان الاغلبية الغالبة صامتة،بعد انتزاع حناجرها،فيما تسود الخرافة و يتسّيد اهل الشعوذة.

قال ابن خلدون :ـ “العرب اذا شبعوا فسقوا، ونقول :ـ اذا حكموا بطشوا ونكلوا باهل العلم ، و اسبغوا على المرتزقة النعم ،فالنظام العربي ذو نزعة تسلطية،اعطى نفسه صفة القداسة و راكم حوله هالة من الرعب لإخافة شعوبه، وتحويلها الى دمى تشتغل على بطارية الدولة، ليسهل قيادتها بسلاسة لكنه فشل في تقديم جزيئة حضارية للحضارة الانسانية في المائة سنة الاخيرة لان الابداع لا ينمو في ظل القمع ولهذا سادت عناوين الرداءة.

كتب مالك بن نبي المفكر الاسلامي حرفياً : ولدت وأنا أرى أمي تكنس الأرض، و تشتكي ألم الظهر بسبب الانحناء. العرب لم تفكر، في إضافة عصا لتلك المكنسة القصيرة، حتى جاء الفرنسيون اثناء الاحتلال بالمكنسة الطويلة، فانتصبت قامة أمي و باتت تكنس بيتها وهي مستقيمة.تبدو المكنسة شيئاً تافهاً، لكننا عحزنا عن ابتكار عصا للمكنسة.لهذا لا زلنا نتفرج على فايروس الكورونا وهو ينخرنا و ننتظر ” الكفار” لاكتشاف دواء لانقاذنا.

بدهية، ان امتنا تعاني تمزقاً داخلياً داخل الدولة الواحدة،و عدواناً خارجياً ينتهك سيادتها.لهذا هي لا تملك قرارها. ؟!. نقول بامانة :ـ ان لم ننتقل من ذهنية الإملاء الفردية،وسلطة العائلة الاحادية الى الذهنية الجمعية الجامعة، ونمارس تداول السلطة.لن نستطيع اقتحام المستقبل خطوة واحدة.فلا تقدم الا تحت مظلة :ـ الديمقراطية،الحرية،العدالة .بهذه الاقانيم،ستنضج تفاحة التغيير وتسقط في حضن الامة كما سقطت تفاحة نيوتن الذي خدم البشرية باكتشافه قانون الجاذبية فطار في السماء وركب الماء وغاص في قاع المحيطات.دون ذلك، سنكون في بضع سنين في عداد الامم البائدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى