واشنطن بوست تهاجم ترامب بقسوة: “مهرج جاهل” يحب المتزلفين وأموالهم حتى لو كانوا قتلة

سواليف

وصف يوجين روبنسون في صحيفة “واشنطن بوست” الرئيس دونالد ترامب بالمهرج الجاهل ولا علاقة له بالدفاع عن حقوق الإنسان. وكتب في صحيفة “واشنطن بوست” قائلا: “في الرياض، يجب أن يكونوا يضحكون على الرئيس ترامب. وكذلك في بيونغيانغ. وفي بيجين وموسكو يضحكون بعنف لدرجة يشعرون بالألم. وينظرون إلى واشنطن ولا يجدون مدافعا على الحرية وحقوق الإنسان وكل ما يرون هو مهرج جاهل”.

وقال روبنسون إن رد الرئيس أو عدم رده على القتل الشنيع للصحافي جمال خاشقجي هي هدية موسم العطلات للطغاة حول العالم. وتظهر انهم لو غمروا ترامب بالتملق وغذوه بالكلام الفارغ والوعود الغامضة لشراء بضائع أمريكية الصنع في المستقبل، فسيسمح لهم بالإفلات من جريمة قتل”.وهو بالضبط ما حدث مع السعودية حيث تم جر الصحافي الكاتب في واشنطن بوست إلى القنصلية السعودية باسطنبول وكان بانتظاره فرقة إعدام قتلته وقطعت جثته، فيما توصلت سي آي إيه إلى نتيجة تصل لحد اليقين “مستوى عال من الثقة” أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر بالإغتيال. وبعد أسابيع من الغمغمة والتلعثم وضع البيت الأبيض بيانا يوم الثلاثاء وضح فيه موقفه من مقتل خاشقجي الصحافي المقيم في الولايات المتحدة وله أولاد من حملة الجنسية الأمريكية، ومفاده أن النظام السعودي لن يواجه أي عقوبات “صفر ولا حتى صفعة على اليد”.

ورغم النتيجة التي توصلت إليها المخابرات الأمريكية عن تورط ولي العهد إلا أن بيان البيت الأبيض شكك قائلا “ربما كان يعرف أو لا يعرف” وأكد ترامب بعد بيانه أنه “مع السعودية ونواصل الوقوف معها”. وما يثير الرعب في البيان الحافل بعلامات التعجب، ويقترح أن ترامب له يد في كتابته، هاجم وشوه الضحية. فقد كان خاشقجي صحافيا محترما انتقد أحيانا الحكومة السعودية لكن ترامب اقترح أنه يستحق الموت. عندما أشار: “يقول ممثلو الحكومة السعودية إن جمال خاشقجي كان “عدو الدولة” وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن قراري لم يقم بأي حال على هذا”. وهذا تعبير بلاغي يقول فيه الشخص شيئا وينكر أنه قاله. واستخدمه ترامب للقول إن السعوديين محقون في قتل خاشقجي مما “يجعلني اريد التقيؤ” كما يقول روبنسون.

وانتقد الكاتب مبالغات الرئيس حول الصفقات والأموال التي سيحصدها من السعودية وباسم عبارة “أمريكا أولا” التي عنون فيها بيانه وهي عبارة “عن سلسلة من المزاعم الكاذبة”، فلا يوجد اتفاق ستنفق فيه السعودية 450 مليار دولار ولا حتى 110 مليار دولار على صفقات تسلح. لأن الرقم الحقيقي هو 14.5 مليار دولار. وأكد الكاتب أن السعوديين لا يستطيعون البحث عن مصدر للسلاح جديد في الصين وروسيا لأن كل سلاحهم أمريكي.

ويرى الكاتب أن أمريكا في الحقيقة تملك كل أوراق اللعبة وهي ليست بحاجة للسعودية “فلسنا بحاجة لنفط السعودية ويمكننا الإستغناء عن شرائهم للسلاح. وبخلاف هذا فبدون الدعم العسكري الامريكي وقطع الغيار لا تستطيع القوات السعودية المسلحة العمل”. وبعيدا عن عجز ترامب حساب ميزان القوة هنا فعلينا النظر إلى العوامل الغائبة عن تفكيره. فلا ذكر هنا لحقوق الإنسان أو حرية الصحافة. فلا يوجد ذكر أن أمريكا هي داعية للحرية وعدوة للطغيان. وهناك شيء واحد وهو بحث لا أخلاقي عما يقول عنها ترامب المصالح القومية الأمريكية. ويقول إن السعوديين استطاعوا كسب قلب ترامب من خلاله استقباله والتملق له ومعاملته وكأنه ملك مطلق.

وكذا الحاكم الكوري الشمالي، كيم جونغ- أون والذي مع ذلك يواصل تجاربه على الصواريخ الباليستية بدون مضايقة. ونجا فلاديمير بوتين من أي عقاب على تدخله في الانتخابات الأمريكية عام 2016 فقط من خلال ثنائه على قدرات ترامب السياسية. ولهذا فأي حاكم قوي حول يراقب الأشكال هذه ويعتقد ان لديه فرصة لنيل قلب ترامب ودعمه ” كل الثناء لترامب، عامله مثل ملك ولوح له بحفنة من النقود ولو أردت قل واقتل صحافيا مزعجا وسينظر إلى الجانب الآخر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى