روسيا تخلط الأوراق
افضل ما يمكن اطلاقه على قرار الرئيس الروسي «فيلاديمير بوتين» بالانسحاب من روسيا انه «مرحلة مفصلية» في الازمة السورية التي تدخل عامها السادس.
نعم القرار مفاجئ واستبعد شخصيا علم واشنطن به، فالاستنفار هو عنوان لردود فعل كل الاطراف المتداخلة في الازمة السورية دون اشتثاء احد.
جنرال اسرائيلي فور اعلان الانسحاب صرح قائلا: نحن اكبر الخاسرين من الانسحاب الروسي، وايران واجمة، اما الاسد فمن المؤكد انه يضرب اخماسا لأسداس.
تركيا متفاجئة لكنها الاكثر سعادة، فوجود موسكو العسكري كان بمثابة تهديد امني وطريق لاستقواء كردي على حدودها الواسعة مع سوريا.
الرياض ستتشفى في الاسد لكنها بالمقابل ستهكل هم جدية استحقاق مشروعها القائم على التدخل البري في سوريا فقد تبدو ساعة الحقيقة قد حانت.
الولايات المتحدة الاميركية بدورها فوجئت بخطوة بوتين وعليها ان تتصرف حيال ذلك فلعبة «ادارة الظهر للارض والمتابعة من السماء» ستتعرض لاختبار كبير.
اردنيا الخطوة – كما ارى – تعتبر مفيدة لنا، فمن ناحية سننتهي من مخاوف استراتيجية الارض المحروقة المتبعة من موسكو التي نخشى اسقاطها على مناطق درعا.
بالمقابل مطلوب من الاردن سرعة في تقدير الموقف وقراءة التطورات وردود الفعل المحتملة، ومن ثم بناء استراتيجيتنا حيال كل ذلك.
علينا ان نعيد ترميم تكتيكات التشبيك مع عشائر درعا والسويداء وجبل العرب وبناء جسور مع التنظيمات بأجندة وطنية اردنية خالصة وغير تابعة.
الانسحاب الروسي «شوش» المشهد السوري والاقليمي فقد ضيق على خيارات البعض، لكنه في المقابل فتح آفاقاً لآخرين نتمنى ان نكون منهم.
