أخرجوهم إنهم أناس يتطورون… / شروق ابو عويضة

أخرجوهم إنهم أناس يتطورون… هجرة الكفاءات..
لا يكاد يغيب عام حتى نسمع عن مئات الكفاءات التي تغادر أرض الوطن بحثاًعن فرص أفضل في الخليج العربي مادياً ومجتمعياً ونفسياً .. لماذا؟؟ وما الذي وجدوه هناك ولم يجدوه هنا؟؟ وما انعكاسات ذلك على العملية التعليمية والتربوية في الوطن؟؟
.. وحتى نكون منصفين لا ننكر أن هناك فئة من المعلمين مقصّرة في واجباتها والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن هذه الوظيفة متاحة لأي حامل شهادة بكالوريوس ، فأصبحت مع الوقت وظيفة من لا وظيفة له أضف إلى ذلك الصعوبات والعقبات وقلة التوجيه التي يحتاجها المعلم الجديد والتي ساعدت على خلق فئة من المعلمين فاقدين الرغبة في هذه المهنة ولا يمنعهم من تركها إلّا أنهم لم يجدوا غيرها وهذه الفئة قليلة ولله الحمد ولكن التركيز عليها من الاعلام وولي الامر- الذي يحاول أن يغطي تقصيره في متابعة إبنه لأن المناهج الاردنية صعبة وتحتاج إلى متابعة يومية والمعلم مهما كانت امكاناته لا بستطيع أن يصنع المعجزات في ٤٥ دقيقة وهي مدة الحصة لكل مادة- .. نقول هذا التركيز والنقد المستمر لهذه القلّة جعلت المجتمع يبني فكرة بأن معلمين المدارس لا يقدّموا شيئاوأنهم سبب رئيسي في تراجع المنظومة التعليمية ومخرجاتها.
لذلك سأحاول في هذا المقال ومن باب الإنصاف تسليط الضوء على الفئة الاخرى التي لا يعلّم عنها أحد ولا يحفزها أحد حتى اختارت مغادرة الوطن لتوظيف طاقاتها في خدمة أوطان الآخرين سنتحدث هنا عن حكاية معلم اجتهد على نفسه وطورها بجهوده الفردية، واستشعر حجم المسؤولية التي وقعت على كاهله اتجاه الطالب والمنهاج فأدّى ما عليه وأكثر دون تذمر ، ليقع بين مطرقة الأعباء الادارية الني تنهكه وتستنزف جهوده وبين سنديانة ولي الامر والطالب ، فلا الطالب يهتم ولا ولي الامر يتابع والكل يحاسبه وحده على التحصيل والنتيجة في نهاية العام.
حكاية معلم شارك بدورات وبرامج ومشاريع تربوية ليتعلم منها آخر مستجدات علوم التربية و اساليب التدريس الحديثة وكيفية دمج التكنولوجيا بالتعليم وحاول جاهداً أن يطبقها مع طلابه بالرغم من ضعف الامكانات، وصعوبة البيئة والضغوط المادية والنفسية التي يرزخ تحتها .. آمن بطلبته واعطاهم وقته وجهده ليصيبه الاحباط عاما بعد عام ويصل إلى قناعة تامّة بأن الغربة ستعطيه ما لن يحصل عليه أبداً هنا..
يُرسل أوواقه وسيرته الذاتية فتلتقطه إحدى الدول وتتعاقد معه ليرحل ويترك الوطن ويوظف طاقاته في نهضة أوطان الآخرين
هذه حكاية حدثت وتحدث مئات المرات كل عام ومخاطرها وتداعياتها تظهر بتراجع المنظومة التعليمية وهذا ما لا ينكره عاقل..
و نتمنى أن يستشعر المسؤول أهمية دعم الكفاءات فلا نهضة لوطن بدون معلم … ولا خطط تطوّير تعليم ستجدي نفعاً بلا معلم يصعد بها الى الاعلى

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى