رعاية الموهوبين بين النظرية و التطبيق / د.عبدالقادر عبدالرحمن

رعاية الموهوبين بين النظرية و التطبيق

يمكن القول: إن الفرد الموهوب أو المبدع صاحب عقل متحفز دائما و طاقة معطاءة و شخصية متوثبة لا تتوقف عن التفكير و التخيل و لا تستكين بالعجز أو تقنع بما هو متاح ، فهو فرد متوقد الذهن يبحث باستمرار عن كل ما هو جديد و أصيل و لا يعرف التوقف عن المعرفة و التفوق الذي يتجاوز به الواقع التقليدي المحيط به ، حيث يتفاوت الافراد في قدراتهم ومهاراتهم وخصائصهم النفسية والعقلية .
لذلك لا بد للتربية الحديثة من الاهتمام بفئة الموهوبين التي يُعول عليها بناء و نهضة مجتمعاتنا ، فالموهوبون يشكلون بتميزهم الثروة الحقيقة التي ينشدها أي مجتمع للتقدم والنهوض ، فيجب تحفيزهم وتشجيعيهم على الابداع والابتكار وتطوير قدراتهم ومهاراتهم ، و السؤال المطروح هنا من هو الموهوب ؟ و من هو المبدع؟ و هل ثمة فرق واضح بينهما و ما علاقة ذلك بالذكاء و التحصيل الدراسي المرتفع ؟ وفي الاجابة عن السؤال السابق، يمكن تعريف الموهوب بأنه:(كل شخص متميز او بارز في ميدان او اكثر من ميادين الحياة كالسياسة و الرياضة و الموسيقى و العلوم …. ) فالموهوبون ههم اشخاص يمتلكون قدرات او استعدادات فطرية طبيعية تميزهم عن غيرهم.

وهناك من يستخدم مصطلح(موهوب) ليشير إلى الطلبة الذين تظهر لديهم مستويات عالية من الذكاء ، و إن كان هناك تفاوت و اضح بين مصطلحي الموهبة و الذكاء، حيث يميز كثير من الباحثين و المتخصصين في هذا المجال بين مفهومي الموهبة و الابداع ، فيشير مفهوم الابداع الى انتاج شئ جديد يمتاز بالاصالة ، فالمبدعون هم اشخاص يتميزون بقدرتهم على انجاز اشياء جديدة و مفيدة تتصف بالاصالة ،و يمكن ان يعزى ذلك التنوع في تعريفات الموهبة و الابداع إلى ان مفهوم الموهبة مفهوم مركب يختلف من ثقافة الى اخرى حيث يعكس ثقافة المجتمعات التي يظهر فيها ، فعلى الرغم من ظهور هذا المفهوم منذ اكثر من نصف قرن من الزمان إلا أنه ظل غامضا لكثرة المفاهيم المرتبطة به و تنوع مداخل الباحثين في هذا الشأن.
و في مجال اهتمام التربية الحديثة بهذه الفئة من الطلبة ، يمكن التأكيد على النقاط المهمة الآتية:
• يجب العناية باكتشاف الموهوبين في سن مبكرة ليحسن التعامل معهم و مراعاة خصائصهم العمرية.
• تعد العناية بالموهوبين استثمارا في الثروة البشرية للمجتمعات و الذي يشكل العلماء و المفكرون و الفلاسفة نماذج لهؤلاء الموهوبين.
• الاهتمام بالانشطة المدرسية التي تركز على الجانب المهاري في المناهج الدراسية للكشف عن ميول الطلبة و قدراتهم و تنمية مهاراتهم.
و من أهم الأساليب و الإستراتيجيات التي يمكن أن تنفذها المدرسة في مجال إكتشاف و رعاية الموهوبين :
• أسلوب المناقشة الحرة حيث يشترك المعلم في الحوار مع الطلبة و يشاركهم في إدارة النقاش و تبادل الأدوار .
• كذلك أسلوب حل المشكلات الذي يتم من خلال طرح سؤال أو مشكلة ، لايمكن حلها عن طريق المعلومات المتوفرة في المنهاج، بل لابد من استثارة قدرات الطلبة و خبراتهم للوصول الى حلول لتلك المشكلة.

و يحتاج المعلم عندما يقوم بالتخطيط لتعلم الطلبة الموهوبين أن يقوم بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة من أهمها :
• هل تشتمل الانشطة على التنبؤ بمستويات عديدة؟
• هل يشجع تصميم الانشطة على تطوير منتجات تتسم بالتعقيد؟
• هل توفر الانشطة تكامل عمليات التفكير مع تنمية المفاهيم.؟
و كذلك يجب إقامة التوازن بين العلوم الاساسية و الفنون مع دمج مهارات التفكير العليا في تلك الانشطة و البرامج .
و اخيرا لكي يكتب النجاح لتلك الأنشطة و البرامج في صقل مواهب هذه الفئة من الطلبة لا بد من توفر معلم قادر على التعامل مع الموهوبين ، و لديه الرغبة في مزيد من المعرفة و الاطلاع على خصائصهم النمائية و صفاتهم الشخصية .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى