اشكالية السودان بحميدتي والبرهان!

#اشكالية #السودان بحميدتي والبرهان!

#بسام_الياسين

في عام 1943 ،القى وزير خارجية بريطانيا آنذاك“إيدن” في مجلس العموم،خطابا “عروبياً” اكد فيه ان حكومته تنظر بعين “العطف”، لكل حركة هدفها لتحقيق الوحدة العربية. بعد عامين من خطابه العتيد، تاسست جامعة “الاحقاد العربية”، تم خلالها وضع العرب في ـ سلة واحدة ـ،ليسهل التعامل معهم كحزمة واحدة. بريطانيا مهندسة تقسيم الامة لدول رضيعة ذليلة،فرضت شروطها القاسية عليهم،للمحافظة على الحدود التي رسمتها بـموجب “سايكس بيكو” وحل الخلافات الحدودية الطارئة تحت إشرافها.العجيب،ان الوزير البريطاني الوحدوي “ايدن” “عراب فكرة انشاء الجامعة العربية،هو قائد العدوان الثلاثي ( بريطانيا،فرنسا،اسرائيل) على مصر عام 1956 لضرب النزعة الوحدوية عند العرب،ووقف المد القومي.

مذ ذاك الوقت،ومخطط تقسيم الخارطة مستمر. ظهر بجلاء في ليبيا،العراق،اليمن،سوريا،وتجلى اليوم بشكل سافر في تقسيم السودان، تمهيداً لتفتيت مصر.هذا هو مشروع اليهودي المتعصب برنارد لويس، طرحه عام 83 من القرن الماضي على الكونجرس الامريكي،واصبح سياسة امريكية عليا، هدفه تمزيق الامة لمصلحة الكيان،لتكون الاقوى في المنطقة،لها القدرة على الهيمنة بسهولة على دول عربية ضعيفة. للعلم،برنارد لويس كان عراب غزو العراق ومهندس الحرب على الارهاب، صاحب المقولة الشهيرة :ـ العرب والمسلمون قوم فاسدون،فوضويون لا يمكن تحضيرهم،وان تركوا لانفسهم سوف يفاجئون العالم بموجات ارهابية ستدمر حضارات العالم وتقوض المجتمعات الغربية المتقدمة .

هذه المقدمة للاضاءة على ما يحدث في السودان، من مخطط أُعدّ بعد حرب الخليج،لتفكيك الوطن العربي، الى دول هزيلة متناحرة و قبائل عرقية ودينية ومذهبية.مشكلتنا في الوطن العربي،اننا لم لم نتعلم الدرس،نعتمد الوصف في النظر للاحداث، دون لاغوارها بالتفسير العلمي والتحليل الموضوعي،ما يشكل قصوراً في الوعي عما يجري والركون للانفعال اعجابا او نفورا،وهذا في السياسة انتحار فكري.

لعبة التقسم مستمرة،على يد امريكا هذه المرة، كما قال ” بريجنسكي مستشار الامن القومي، لتصحيح حدود سايكس بيكو التي باتت غير صالحة.ومن المخجل ان يقوم هاهم عسكر السودان بهذه المهمة الجهنمية،و اشعال حروبا اهلية،عرقية،جهوية،يكون الشعب الفقير حطبها.هؤلاء لا يعنيهم شعبهم،المهم عندهم رضا القوى الخارجية المرتبطين بها عنهم.تراهم،لا يختلفون عن غيرهم من النخب العربية القيادية في الاقطار الاخرى، التي جرجرت الامة للهاوية،حتى اصبحت في حالة عجزوتبعية دون ان يطرف لهم جفن او تهطل من عيونهم دمعة.

بالمفتوح اننا نعيش صراع شخصيات على الكراسي،وتنافس نخب على المنفعة.النتيجة الحتمية لهذه المهزلة القاتلة، نوازل على رأس الامة، اكثر مما نزلت بنا إبان غزوات التتار،الحروب الصليبية،الاستعمار بشتى مسمياته،جرائم الصهاينة اليومية.يبقى السؤال المعلق :ـ كيف يرى العرب انفسهم،وكيف ينظر العالم اليهم ؟!.ان عدم الاجابة اجابة. فما يجري في السودان،صورة مصغرة عن تاريخنا المعاصر.فالنخب ورثت هوس السلطة،ولم ترث فضيلة الخدمة.فان ظلت حالتنا على هذه الحالة،فأقرأ على الامة الفاتحة !.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى