أحلام في زمن الكورونا !

أحلام في زمن الكورونا !
سالم فلاح المحادين

لا أعني بالطبع الأحلام التي معناها طُموحات فالأمنيات قد تلاشت منذُ أمدٍ بعيد ثم أنّ الشيبَ يُساهمُ أيضًا بشكلٍ أو بآخر في تقليص حجم أحلامك لتقتصر على استمرارِ لُقمةِ عيشٍ شريفةٍ أو التخفيف من صُداعٍ بات على وشكِ أن يغدو مُزمِنًا أو النوم الجيد دونما توغلٍ في الأرقِ والقلق ؛ فنحنُ مع التقدمِ في السن وَجبَ علينا الإقرارُ بأن للحلمِ الكبير سقفٌ زمنيٌ صغير ومحدود ما أن نتجاوزهُ حتى ننسى أو نتناسى أحلامنا الهشّة خاصةً في ظلِّ مُعطيات تجعل من الطريق المؤدي للنجاح طريقًا حُبلى بالمطبات فتكون إن أردتَ الوُصول بحاجةٍ لأسلحةٍ مُختلفةٍ ليس الكُل يملكها !

الأحلامُ التي عنيتُها في العنوان هي المُحصلة النهائية ليومكَ والتي تأتيك ليلًا عند النوم بكلِّ ما فيها من ضجيجٍ وضوضاء وتراكماتٍ للحدث الأبرز من حولك والمُتَعلِق هذه الفترة بالوباء الذي أدخلنا في مرحلةٍ عميقةٍ من الشك وقادنا للعديد من التخبُطات على كافة الأصعدة شخصيًا ذهنيًا ومُجتمعيًا أيضًا ؛ تارة في الحلم ألعبُ دورَ الشعب بأكمله وتارةً أكونُ صاحب القرار وتارةً أخرى أداة التنفيذ عبر قوانين دفاعٍ مُتتالية سعيًا كما أظن للأفضل ! ثمّ وقد بتتُ في آخر ليلتينِ منصةً من عديد المنصات التي يتشبثُ بعنكبوتيتها باحثٌ عن بصيصِ أمل فأراهُ يتصفحني متسائلًا عن مدى الجدوى من دخولهِ في أعماق حرفي حين أبلغتهُ وزيرةَ الأحاسيس بضرورةِ البحث عن السعادة عبرَ تصفُح نُصوصي المُتواضعة من خلال منصة ( سالم محادين دوت كوم ) !

أنا ابنُ قريةٍ حالمةٍ في جنوبٍ مسحوقٍ أخّاذ لم تتمكن الكورونا من قتلِ ربيعها الحالم ولم أمتنع بفضلٍ من الله يومًا خلال الفترة السابقة عن التجوُل فيها والإمعان في عُطورها ولو من ( برندة المنزل ) : قريتي ( عزرا ) التي يظنُ كُل ساكن فيها من شِدّةِ تضاريسها وحِنيَتِها بأنها وكل شبرٍ فيها لهُ وحده ، ثم أنني قد فككتُ حظري منذ أسبوعين وعدتُ لممارسة عملي بشكلٍ جزئيٍ مُضطرًا وراغبًا في آنٍ معًا ، وأيضًا فأنا لم أعُد أمتلك تلك القُدرة على تحمُل الاستماع بإسهابٍ لتفاصيل هذه الجائحة عبر القنوات التلفزيونية التي أتعبتنا نشراتها وتحليلاتها المُتتالية لذا وعلى ما سبق كنتُ أراني مرشحًا فوقَ العادة لتقلُد منصب ( المُتخلِص من أحلامٍ مُتخبِطة ) ولكنني حتى حين اللحظة ما زلتُ شعبًا كادحًا لا يليقُ بهِ الحُلم الهادئ حتى لو كان : بسيطًا جدًا !

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى