فلسفة التنمية دون شهادات عليا

#فلسفة #التنمية دون #شهادات_عليا
موسى العدوان
في كتابه ” حياة في الإدارة ” يقول الدكتور غازي القصيبي رحمه الله حول هذا الموضوع، ما يلي وأقتبس :
” كنت قد رأيت الأمير فهد بن عبد العزيز ( ملك السعودية فيما بعد ) في الستينات الميلادية عدة مرات، إلا أن المقابلات لم تتجاوز السلام العابر. لم يتح لي أن أعرفه معرفة حقيقية إلا أثناء عملي في مؤسسة السكة الحديد.
بعد أسابيع قليلة من انتقالي إلى الدمام ، زار الأمير فهد المنطقة ( كان حينها نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية ) فذهبت للسلام عليه. وطلب أن يراني على انفراد، وبقيت بعد أن انصرف الحاضرون.
بدأ يتحدث بانطلاق وعفوية، وفوجئت خلال الحديث أنه كان يتحدث عن ( فلسفة تنموية ) لا تختلف عن تلك التي كنت أطمح إلى وضعها موضع التنفيذ. قال الأمير :
( أنا لست من حملة الشهادات العالية ولست من المثقفين، ولا أعرف النظريات الاقتصادية. ولكني أعرف تماما ما يريده كل مواطن. يريد المواطن بيتا لائقا يضمه ويضم أولاده. ويريد عملا كريما يرتزق منه. ويريد مدرسة في الحي يرسل إليها أطفاله. ويريد مستوصفا متكاملا بقرب بيته. ويريد مستشفى لا يبعد كثيرا عن المستوصف. ويريد سيارة. ويريد خدمة كهربائية منتظمة ).
اتضح لي من خلال الحديث أن الأمير فهد كان من غير قصد، يتبنى النظرية التنموية، التي عرفت فيما بعد باسم إشباع الحاجات الأساسية “. انتهى الاقتباس
* * *
التعليق :

  1. هذه هي فلسفة التنمية دون شهادات التي يعترف الأمير فهد بها، وبكونه لا يحمل شهادات عليا وأنه ليس من #المثقفين. ولكن كانت لديه البصيرة والمعرفة في كيفية خدمة وطنه ومواطنيه. وهذا ما نحن بحاجة إليه في الأردن.
  2. ومقارنة مع ما قاله الأمير، أتساءل : أين هيئات حكومات النهضة ووزارت الاستثمار السابقة واللاحقة في بلدنا ووعودها بالتنمية، وماذا قدمت في هذا المجال ؟ ماذا قدم المنظرون أصحاب الشهادات العليا من خربجي جامعات هارفرد، أكسفورد، السوربورن، كمبريدج ،ستانفورد، كولمبيا، كاليفورنيا، للأردن سوى تدمير الأقتصاد الوطني وإغراقنا بالمديونية والتخلف في مختلف المجالات ؟
    ٣. لماذا لا يتم اختيار مسؤولينا من ذوي الشهادات المتوسطة الأنقياء، الذين يحملون هم الوطن والمواطنين، ويسعون لمعالجة قضاياهم، بدلا من الاهتمام بمصالهم الشخصية، بدلا من ملئ جيوبهم وتنمية أرصدتهم البنكية ؟ فهل كُتب علينا أن نبقى رهائن بيد تلاميذ البنك الدولي طيلة الحياة . . !
    التاريخ : 3 / 11 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى