فلسطين : العقل المقاوم والعقل المقاول

#فلسطين : العقل المقاوم والعقل المقاول

د. ذوقان عبيدات

في العقل المقاول تتم الحسابات : الأرباح والخسائر، ولا أحد ضد الخسائر، ولكن أي أرباح وأي خسائر؟ في المقاولات تحسب الكلفة المادية وليست السيكولوجية، أو الجمالية، وتبنى القرارات وفق هذه الحسابات !!

في الحياة والتعليم كنا نقول :
ليس كل ما يحسب حسابه يمكن حسابه.
في العقل المقاول يقال : خسرنا كذا: تم تدمير ثلاث عمارات … الخ
وفي العقل المقاوم يقال : انتصرنا لفلسطين أولا والقدس ثانيا والأقصى ثالثا ، هذه حسابات غير رقمية لذلك لا قيمة لها عند العقل المقاول.
في حسابات المقاومين يتم التركيز على :

  • تحرير الوطن
  • روح التضحية والفداء
  • إحياء الحق الفلسطيني
  • وحدة الشعب الفلسطيني
  • إيقاظ الشعب العربي
    وفي حسابات المقاولين يركزون على :
  • الدمار المادي الهائل.
  • الخسائر في الأرواح.
  • انزعاج المقاولين من تهديد الأمن وهذا له كلفة مادية .
    فما يمكن حسابه هو ما يقرره العقل المقاول! وما يحسب حسابه هو ما يقرره العقل المقاوم!
    وفي التعليم نقول أيضا : ليس كل ما يمكن حسابه يحسب حسابه .
    في العقل المقاوم: فإن كل الخسائر المادية تتضاءل أمام صوت صاروخ، وتصفيق طفل، ودهشة مواطن، وفرحة شيخ .
    العقل المقاوم ينظر إلى ما يحسب حسابه : الأمل التحرير، الحلم، عدم الخضوع والذل، الحقوق والحرية، النداء والحشد، وهذه كلها لا يمكن حسابها .
    وبلغة العقل المقاول يقولون : ابتعدوا عن الأحلام وانظروا الدمار الهائل، من العقل المقاول تنطلق الحكمة – خاصة بأثر رجعي- ألم نقل لكم ؟ قصة الكف والمخرز؟
    بينما يرد العقل المقاوم : ألم نقل لكم : كلنا الوطن! لك حبي وفؤادي وحياتي !!
    العقل المقاوم هو لغة التاريخ والجغرافيا والوطن. والعقل المقاول هو لغة المكاسب والمنافع والثروة والاستقلال الذليل!
    في فلسطين كلها سيسقط العقل المقاول !!
    ولنتذكر دائما :
    ليس كل ما يحسب حسابه يمكن حسابه !
    وليس كل ما يمكن حسابه يحسب حسابه!
    التحرير، الكرامة ، العدالة ، التضحية ، هي مفردات المقاومة والعقل المقاوم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى