فشخرات زمن الكورونا

فشخرات زمن الكورونا / يوسف غيشان

 

بعد الاعتذار من صديقنا المتنبي يمكنني القول:

عيد بأية حال عدت يا عيد

مقالات ذات صلة

لما مضى أم لأمر فيك (كوفيد)

واعتذر لكم لأن كوفيد الكورونا صار (مفتاح حكي) كما نقول في المصطلح الشعبي، يعني أنى استغله للدخول في الموضوع أي موضوع انوي الولوج فيه، فنكون، نحن الكتاب الساخرين، أول من استغل الكورونا، الذي استغل العالم كله.

كنا صغاراً ذات قرن، كنا نلعب ونتهاوش ونتصالح ويكون منا الضارب والمضروب والرابح والخسران، ولما كان الضارب (يتفشخر) على الخسران بانتصاراته، كان الأخير لا تعوزه المصطلحات التي توفرها اللغة العربية لهكذا موقف، وهي مصطلحات نرضعها مع حليب الأم (أو حليب اللاجئين)، وتهدف فقط إلى التخفيف من غلواء الهزيمة النفسي على الخسران، فكان المهزوم يعد الهازم بأن يرد له الضربة بعشر. وهذا غير صحيح في الأغلب وقد يأكل (قتله) أكثر وطأة من الأولى، لكنه لا يتورع عن ترداد هكذا وعود واستخدام ما منحته لنا اللغة من حيل نفسية وهروب إلى الأمام من اجل الحفاظ على احترام الذات، وعلى التوازن النفسي. لأن المضروب إذا لم يقل هكذا، سوف يتحول إلى (مطسّة) لأولاد الحارة.

هذه المصطلحات المضادة للإحباط والانكسار، كان الصوت والنبرة تشاركان في تثبيت تأثيراتها. ومن هذه المصطلحات التي اذكرها هذه اللحظة: (بسيطة، بورجيك، بنتقابل مرة ثانية، بنشوف، إلك يوم.).

لكن أشهر مصطلح كنا نستخدمه بعد ان (ننغلب) هو) المهم عرقناكو.) والمقصود ان العرق قد تصبب منكم حتى استطعتم ان تغلبونا بصعوبة. وهذا أهم من (الغلب) ذاته. طبعاً الأمر ليس صحيحاً، لكن ماذا يفعل الضعيف في مواجهة القوي؟!!

الكبار لهم مصطلحاتهم المشابهة مثل (من يضحك أخيرا) وهو مصطلح يتوعد فيه المهزوم المنتصر بأنه سيفوز في النهاية، والفائز هو من يضحك أخيرا، وليس من يضحك أولا،أي انه (يتفشخر) بمشروع نصر معد ومطروح على المستقبل.

ان جميع نضالاتنا عرباً وعاربة مجرد مشاريع حكي مطروحة على المستقبل. مشاريع لا نعمل من اجل ان نحققها، بل نطلقها في الهواء مثل فقاعات الصابون.

وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى