فساد المال يعوض…. ولكن المصيبه فساد الاخلاق

فساد المال يعوض…. ولكن المصيبه فساد الاخلاق
مهند الهندي / دبي

دق سلف ………………………….
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ …….. فإن ﻫﻤُ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺫﻫﺒﻮﺍ

فالتاريخ أكبر شاهد على أن تدهور الأخلاق كان له دور كبير في سقوط الحضارات، وأقرب مثال لنا هو ضياع الأندلس وصدق الله العظيم القائل في كتابه “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ”

هذه هي قيمة الأخلاق، فالمسلمون تخلَّفوا عندما نسوا خُلُق الإسلام، واختزلوا دينهم في الشعائر فقط، وفرَّطوا في جانب مهمٍّ من رسالة الإسلام، ألا وهي الأخلاق التي هي جزء مهمٌّ من العبادة التعامليَّة التي كانت سببًا في فتح أقطار مهمَّة من العالم، فقط عن طريق التجار الذين تميَّزوا بالأخلاق الحميدة “.

ﺇﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ الفاضلة هي أهم ما تتفوَّق ﺑﻪ ﺍﻷﻣﻢ وتعلو به ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﻀﺎﺭة الأمة، ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ تسمو ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭﺗجذب ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ إليها، ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗندحر ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﻭﺗﻀﻴﻊ قيم الفضيلة فيها، تهوي ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ، ﻭﻛﻢ ﺳﺎﺩﺕ ﺃممٌ رغم شركها أو كفرها بالله، ﻭﻋﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺘﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑﻤﺤﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻛﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻢ ﺫﻟﺖ ﺃﻣﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﺿﺎﻋﺖ ﻭﻗﻬﺮﺕ ﺑﺘﻀﻴﻴﻌﻬﺎ ﻟﺘﻠﻜﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ؛ حيث انتشر فيها ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻐﺶ.

مشكلة الأخلاق تبدأ من الأفراد فالأسرة فالمجتمع، وهي لَبِنة أساسية في بناء الإنسان قبل بناء الحضارة هذا الإنسان منذ ولادته يتشرَّب الأخلاق مِن محيطه الذي يجب تصفيته وتطهيره، وحمايته من التلُّوث بالمجاري التي تفتك بهذه اللبنة من إعلامٍ يحرص على نشر ثقافة الانحلال، وتغييب الفضيلة ونشر ثقافة مادية أساسها الغاية تبرِّر الوسيلة، وبرامج تعليمية فارغة لا تليق بمن يريد أن يبني حضارة تقود العالم، ومن العديد من المحسوبين على المثقفين وهم بيادق لمنظمات ليس من مصالحها أن نَنهض.

فيا أصدقائي …. يا من يبكي على أمجاد الأجداد، ويرغب في عودة العزَّة، ويحترق من أجل إزالة مرارة الإذلال، استثمر في ميدان الأخلاق فهو في متناولك، لكن ليس الأمر باليسير؛ فأي رسالة فضيلة ستلقى استهجان القريب قبل البعيد، ولتنسى قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: ((ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﺑﺤﺴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ))

ولا انسى منذ عام حينما سألني د محمد نوح القضاه عبر اذاعة يقين … كرجل مغترب وتعيش خارج الوطن ماهي نصيحتك وثمار غربتك ؟ فقلت له : بأن فساد المال يعوض التاجر يخسر بسبب موظف او شخص فاسد في العمل ولكن الفساد المالي مرحلي لفتره وتتجاوزها ولكن مشكلتنا في الوطن هو فساد الخلق والتفكير السلبي فإذا اردنا الخروج من هذا يجب علينا ان نتأنى قبل ان نحكم على الاخرين وان لا نردد كالبغبغاء كلام نشر هنا او هنا من غير التأكد من صحته ان نتقيد بأخلاق ابائنا واجدادنا لكي نزهو في وطن لا ينقصه الى التقدم والازدهار ان نحسن من خلقنا في الشارع وفي البيت

إن قيام الحضارات او انهيارها عبر التاريخ يدعو الى التفكير في الاسباب ودراسة العوامل والموقومات التي تجعل حضارة ماتزدهر او تموت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى