.الشجاعة والاستطاعة

[review]الثلاثاء 15-12-2009

قبل يومين وصلتني رسالة طائشة عبر بريدي الاليكتروني، تتحدث عن ملاح شجاع لم يعرف الخوف في حياته، مقدام جريء، لا يحسب حساب المواجهة مهما صعبت مهامه، ومهما ثقلت مسؤولياته، ولا يتراجع أو ينوء مهما بلغ الخطر أمامه.. يدعى: ”الكابتن برافو”..

ذات نهار شاهد بحار برج المراقبة سفينة قراصنة تتجه نحو سفينتهم، فصاح ذاك البحار منبها الجميع وهو يتزحلق على السارية ( القراصنة قادمون..القراصنة قادمون)…فأصاب الذعر ركاب السفينة وطاقمها..خطا الكابتن برافو خطوات واثقة نحو مقدمة السفينة، طلب منظارا جيدا…حرك المنظار باتجاه سفينة القراصنة ثم طلب قميصه الأحمر..زرره على عجل، وقرر مواجهة القراصنة..وبالفعل قاتل قتالا شرسا حتى انتصر عليهم في تلك المواجهة.

بعد يومين فقط، من تلك المعركة البحرية..صاح بحار برج المراقبة من جديد وهو يتزحلق على ذات السارية محذرا بوجود سفينتين جديدتين للقراصنة تتجه نحو سفينتهم…دب الذعر ثانية بين الطاقم والركاب..فخطا الكابتن برافو خطى واثقة..طلب منظارا جيدا..ثم أشار الى قميصه الأحمر..زرره على عجل، وقرر مواجهة القراصنة..وبالفعل قاتل قتالا شرسا حتى انتصر عليهم مرة أخرى..

مقالات ذات صلة

بعد انتهاء المعركة سأله بحار برج المراقبة: سيدي لماذا دائما تطلب القميص الأحمر؟ أخذ الكابتن برافو نفسا عميقا قبل ان يجيب ثم قال: ارتدي قميصي الأحمر كي لا يفضحني دمي اذا ما جرحت في المواجهة وبالتالي كي لا تفتر همة المقاتلين…فهز ”الزلمة” رأسه معجبا بشجاعة الكابتن وانصرف الى برجه…

ذات صباح ، تزحلق ”ملعون الحرسي” عن برج المراقبة وهو يصيح محذرا من وجود عشر سفن دفعة واحدة تابعة للقراصنة تتجه نحو سفينتهم…دون ذعر او خوف توجهت أنظار الجميع الى الكابتن”عفيه”…بينما ركض بحار المراقبة كالعادة باتجاه مسؤوله ليسأله: سيدي هل احضر لك قميصك الأحمر؟ فهز الكابتن رأسه وقال : لأ، هات لي ”البنطلون البني”..

***

في ثقافتنا العربية نحتاج دائما الى ”كابتن برافو”..برغم كامل معرفتنا ان الشجاعة لا تعني كل الاستطاعة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى