فإذا جاء وعد الآخرة / د . مروان الشمري

فإذا جاء وعد الآخرة

المتابع للحكومات الاردنية المتعاقبة في الدوار الرابع يجد نهجا موحدا تتبعه هذه الحكومات اللاشعبية والمشكوك في أهليتها، النهج الموحد والذي يكاد يكون استنساخا يمكن ملاحظته ومتابعته على عدة مستويات وبكل يسر وسهولة ودون اي عناء.

في الملف الاقتصادي وتشجيع الاستثمار ودفع عجلة النمو وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقليل نسب البطالة ومعالجة الدين وإيقاف تضخمه دأبت تلك الحكومات على تكرار تقريبا نفس السياسات فيما يتعلق بملف الاقتصاد الكلي باتباع وصفات صندوق النصب الدولي التي لم ولن تفلح ابدا في خلق اقتصاد مستدام قابل للتوسع وقابل للنمو المستقر وقابل لاحتواء الصدمات وذلك لافتقار صانع القرار الاردني لابسط مقومات التخطيط الاستراتيجي والتصور التحليل الاستباقي والتكيف الاستباقي ولان حكوماتنا دابت على التنفيذ وليس التخطيط والمفاوضة والنقاش وتطوير برامج محلية الصنع وخطط وسياسات عامة شاملة ومتكاملة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي. احد الاكاذيب المتكررة من قبل معظم تلك الحكومات هي ابقاء المواطن في حالة العشم والامل الكاذب وإعطاء المدد الزمنية المحددة لبدء ظهور نتائج “سياسات الجباية” وهو الامر الذي لم يحدث ابدا لا في الاولى ولا في الثانية ولا في الثالثة ولا مع اي تعديل او تغيير حكومي.

الاكاذيب كثيرة ومثيرة ومنها ايضا ملف الشفافية والنزاهة واتباع إجراءات شفافة في التعيينات العليا وهو الامر الذي كررته جميع الحكومات بما فيها الحالية وعملت بعكسه تماما وليس ادل على ذلك من تعيينات المحافظين والمستشارين وأبناء الذوات ومعظمها بتوصيات او تنفيعات او تقسيمات ديمغرافية او جغرافية لارضاء وتنفيع جهات بعينها ولا مكان للكفاءات في فضاء الاردن.

تتكرر الاكاذيب كل مرة وبأشكال وصنوف ابداعية وآخرها اكاذيب المقارنات لاسعار الخبز بدول معينة وغض النظر عن عوامل أساسية في اي عملية مقارنة علما ان من قام باقتراح هذه المقارنات هو موظف حالي أو سابق في الديوان الملكي الذي اصبح الاردنيون يتمنون ويحلمون بدخوله للتظلم للملك على بطانته التي فتكت بهم وفشلت وقصرت في جميع وظائفها.

ثم تأتي الاكاذيب الاخرى من كبار مسؤولي الدولة فها هو احد كبار مستشاريها يتسلط تبلياً وبهتاناً على احد المواطنين ويهاتف مسؤولا أمنيا رفيعا فيبادر هذا الأمني بإعطاء أوامر الويل والثبور لذلك المسخم الذي ولد ليكون حرا ولكن ترفض النخب وتصر على استعباد كل من يرفض الخنوع واذلال كل حر ابي.

اكاذيب الحكومات تستمر وفِي حلقات متعددة فمثلا وليس حصرا يدعو مطبلوا الحكومات ومسحجوها مدفوعي الثمن كل من يعارض نهجها الى تقديم الحلول وهم خير من يعلم بالكم الهائل من الحلول التي اقترحها خبراء ومختصون ومنهم كاتب هذه الكلمات.

ان استمرارية النهج المدجج بالكذب بدءا من ناطقي الحكومة وانتهاءا بكبار عناصرها هي عملية منظمة لتحقير المواطن الاردني وتسفيهه والتقليل من قدراته العقلية ومقدرته على كشف الاكاذيب الواضحة والمتكررة.

الاردني يشكو همه وحزنه لله ويدعو الله ان لا يكون وعد التسعة أشهر هو وعد الآخرة الذي سنراه جميعا ولكن عند قيام الساعة!

والله من وراء القصد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى