المؤتمرات الحقيقية ليست اعراسا أوعدوى أجتماعية / أ . د حسين محادين

المؤتمرات الحقيقية ليست اعراسا أوعدوى أجتماعية
أكاديميا وتنمويا ؛لا أحد يقف بالضد من انعقاد اي مؤتمر فيه علم ينتفع منه الناس, اوحتى انعقاد مؤتمر علميحقيقي وهادف فعلا ؛ يمتلك سِمات التفرد عن غيره من المؤتمرات الصورية الهزيلة والمكلفة وقتا ومالا والتي ي أغلبها دون تحديد علمي لأهدافها (مدخلات, نتائج, متابعات واستفادة تطبيقية لاحقة منها ) او تعقد عقد لأسباب غير علمية او اجتراحيه للتغلب على مشكلة حياتية ما؛ ومن تلك الاسباب المسكوت عنها للأسففجل المؤتمرات تُعقد للأسباب الاتية:-
1- تلمِيّعا لوزير او رئيس جامعة/ عميد كلية او مؤسسة حكومية ماآنيا؛ وعادة ما يكون هؤلاء المسؤولين رؤساء للمؤتمرات دون ان يضعوا او يساهموا في صياغة فكرة او جملة او حتى جمع تبرعات لهذه المؤتمرات مجازا؛ وهذا ايضا يُمثل شكل من اشكال النفاق الاكاديمي والسياسيالذي يتنافى في الاجواء الصحية مع مبررات عقد اي مؤتمر يحترم قيم العلم وادواره الهامة في التغلب على تحديات الحياة بشتى عناوينها ؛ وهذا ما تشير اليه الحملات الاعلانية والورقية المُلمعِة لهم والتي توزع قبيل وبمصاحبة انعقاد هذا “المؤتمر” او ذاك؛ وبدليل موجع اخر هو ملاحظتنا انه وبعيد انتهاء حفل الافتتاح أو” الرعاية -غير الملكية المقصودة هنا “لا يبقى في جلسات المؤتمر اللاحقة سوى نفر قليل جدا من المشاركين وهم الضيوف من خارج منطقة المؤتمر بالمعنى الجغرافي غالبا .
2- اسراعا في التخلص من بقايا مخصصات مالية وضعت تحت بند مؤتمر في ميزانية هنا او هناك قبيل نهاية سنه مالية.
3- ا انفاقا لأموال جُلبت من الدعم الاجنبي دول او سفارات كشراكة ظاهرية مع بعض المؤسسات في الاردن حكومية او مدنية .
• صدقا ؛ نتوق ان نرى او نشارك في مؤتمرات بتسوى تكاليفها وتجوالات المشاركين فيها وهي باذخة غالبا؛ او مؤتمرات يلتئم تحت عناوينها أهل العقد والربط من المختصين, اوالتئام عصبة من العقول المبتكرة الساعية حقا للتغلب على ؛ مشكلة بحثية تنموية/بيئية في هذه المنطقة او الجامعة او البلدة هنا او هناك في بلدنا الطيب .
• أن المتابع المنصف للكثير من المؤتمرات التي انعقدت يمكنه ان يلاحظ بان ثمة ما يُشبه الفيروس أو “عدوى”قد استشرت في جُل جامعاتنا ومؤسساتنا الحكومية والمدنية وحتى بعض بلدياتنا هي هوس واستسهال عقد المؤتمرات ؛ ودون التخطيط الناجز لعوامل نجاحها واستثمار نتائجها المأمولة عبر الاجابة الدقيقة الاتية ؛ لماذا سنعقد مؤتمر ما, وماهي كُلفه وجدواه اقتصاديا وعلمياللجهة القائمة على انعقاده او حتى الداعمة له , ما النتائج التطبيقية المراد انضاجها للتغلب على المشكلات المطروحة التي يسعى المشاركون – كما يفترض- الى حلها او اقتراح حلول ناجعة لها ؟
• ترى؛ كم عدد المؤتمرات التي نجحت حقا في ان تكون مِنصات لإطلاق الافكار الاجرائية والحلول الرشيدة التي يمكن أن نتغلب على مشكلات محددة وضعت قبل انعقاد هذا المؤتمر او ذاك ويُنشد حلها من قِبل اهل الاختصاصات المختلفة ؛ وكم هي اعداد المؤتمرات التي تشبه الاعراس التي يشارك ويطخ فيها من هب ودب وسرعان ما ينتهي صخبها مع مغادرة المعازيم؛ ولعل الاكثر وجعا هو هل يحضر للإفادة او يسترشد صناع القرار والمخططون افتراضا بتوصيات هذه المؤتمرات مثلا.. والا لماذا كل هذا الاستنزاف في الحواس او الاعلان او حتى الاموال والاوقات التي تنفق اذا لم يتم احكام علاقات تبادل المنفعة بين مضامين ومخرجات هذه المؤتمرات كما يفترض مع القرارات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني الواعدة للان في مجتمعنا الاردني المتعلم .
• قسم علم الاجتماع _ جامعة مؤته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى