في رحيلك يابطل / بقلم: ريموند آل معروف

ها وقد مرت أيام منذ ودعتنا وتركتنا تائهين نسترجع ذكراك التي ما باليد نسيانها أو تناسيها ، هي بحساب الزمن مجرد أيام ولكنها ضنكًا على الفاقدين ، وأي فقد سأحدثك عنه في حضرة غيابك ، غيابك الذي كسر فينا كل مجبور ، نعم كل مجبور ، ومن ذا الذي يأمن بغياب عماد العائلة وعطر نخوتها وشهامتها.
مرت الأيام وكل شي يذكرنا بتلك الشهامة الممزوجة بالرجولة ، عصي علينا وحشة الزمان والمكان وحشة الأنس بوجودك حتى عندما كنت بعيداً ، فأمثالك يبتعدون عن العين لا القلب ولا الوجدان فأنت أيها البطل نوارتنا التي لا تطفئ وبصرنا عندما نعمى وعكازنا عند عجزنا.
لا زلت أتنفس تلك الحكم والمعرفة التي اسقيتنا إياها صغاراً وكباراً ،
سيبقى ذكراك خالداً في ذاكرة كل من عرفك أو من سمع عنك. فأنت القدوة والمثل ، والمعلم والمربي ، والواعظ الشديد الحنون.
ففي وداعك فلتبك البواكي ولا نريد أن يكون للمواسيين سبيلاً.
ولكن ما يعزينا أنها دار الزوال والملتقى الجنة بإذن الله.
سنسير على خطاك حاملين نصائحك وتوجيهاتك متسلحين بتلك الرجولة والشهامة التي استمديناها من عزيمتك ومن تلك المواعظ التي علمتنا إياها ومن المواقف التي سمعناها ولا شك أن ذكراك أكبر من أن تجمع بذاكرة شخص واحد ،
لذا فهنيئا لنا بك وبذكراك حياً كنت أو متوفياً
سنواسي وحشة المكان بصدى صوتك ووحشة الزمان بصيتك الدافئ.
ففي رحيلك أيها البطل الكل أيتام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى