تزاوج الحكومة والنواب
عندما يقوم نائب مخضرم مدافعا بكل السبل عن الفساد المتفشي في الجهاز الحكومي، واقصد هنا تعيين ابن الملقي مديرا للخدمات بالملكية الاردنية، فليعلم هذا الشعب حينها ان محاربة الفساد باتت كيوم بدر في العدد والعتاد، ان يقف نائب ضد الشعب في مكافحة الفساد، فلندعوا الله ان يحفط البلاد، ويستمر بمعجزته في حماية بلدنا واهلنا.
النواب الذين هم من المفروض ممثلي للشعب، هم الضامن الاول لوقف الفساد، بدورهم الرقابي على اداء الحكومة التي يفترض دستوريا انها حكومة حصلت على ثقة النواب، وان الحفاظ على هذه الثقة هو من اولوياتها.
اما ان يقف النائب سابق الذكر، ويلخص الموضوع بعبارات مفادها ان خبرة الرجل ومؤهلاته تؤهله للمنصب، ولا يعتبر ذلك فسادا، فهناك امرين لذلك، اما ان النائب لم يعرف حتى هذه اللحظة ماذا تعنيه كلمة فساد، واما انه وقف مدافعا عن الفساد الذي وقع.
مفهوم الفساد ايها النائب، لا يعني بالضرورة تعيين شخص في موقع ليس مُؤهلا له فحسب، بل هناك صور كثيرة من الفساد، ولعلك لا تعرفها بعد.
الواسطة والمحسوبية فساد، التعيين الخفي فساد، عزل الخبرات فساد.
ربما ساذكرك الان بموقف الدول التي فتحت العالم، عندما اشار احد الاشخاص لعمر بن الخطاب للمناداة بنجله من بعده، فنظر عمر للرجل ووبخه، وحلف بالله انه لا يريد الخير والصلاح، وقال ان بيت عمر اكتفى، ويسأل الله ان يخرج منها كفافاّ، لا له ولا عليه، برغم العدل الذي كان يسود.
النائب مشكورا تذكر دوره الرقابي ووعد بتوجيه اسئله عن الموضوع، لكن الاسئلة كانت مضحكة ولا تفي بالغرض لمصطلح الفساد.
هنا اقترح مجموعة اسئلة رقابية لهذا النائب، ربما يعلق بها من مقالنا المتواضع:
ما هي طبيعة ومهام وظيفة مدير خدمات الملكية؟
ما هو التخصص المطلوب الذي يفي لإشغال وظيفة مدير خدمات الملكية؟
ما هي الدرجة العلمية المطلوبة لاشغال وظيفة مدير خدمات الملكية؟
هل تتماشي هذه الوظيفة مع التدرج الوظيفي لمن هم يعملون في نفس المجال؟ اي لماذا لا يتم ترقية احد المؤهلين لهذا المنصب من خدمات المطار، وتم اللجوء لاستيراد شاغل الوظيفة من خارج الخدمات؟
هل تم الاعلان المسبق لإشغال هذه الوظيفة، وذكر المؤهلات والخبرات المطلوبة؟
وفي حال ذلك هل كانت هناك شروط ومعايير ونقاط على اساسها تم اختيار نجل رئيس الوزراء لشغل هذا المنصب؟
استدعاء رئيس ديوان الخدمة المدنية، واستجوابه، لانه المسؤول الوحيد عن ملئ الشواغر الحكومية.
هذه الاسئلة الرقابية جميعا معروفة الاجابة، ولن تؤهل نجل الرئيس لهذا المنصب، وغيره كان احق منه، ومؤهله الوحيد ان والده رئيس وزراء لهذا الشعب الذي عانى وما زال من الفساد، والترهل الاداري الذي كان سببه تزواج االحكومة والنواب.
