طفل الروضة وكثرة الأسئلة / رشا مقدادي

طفل الروضة وكثرة الأسئلة
تواجه الأسرة يومياً طفلاً لحوحاً في كثرة طرح الأسئلة , و أغلب الأمهات تنزعج من ذلك بل وتبادر بإسكات الطفل من خلال الضرب أو رفع الصوت عاليا لجعله يتوقف .
وعند قيام الام بهذا الأمر فإنها تخلق أول نقطة ضعف وخجل بنفسها لطفلها , فهي بذلك تلعب دوراً كبير في صناعة سلوك الخجل والخوف من السؤال مستقبلاً عندما يصبح طالباً.
في هذه المقالة سأتحدث عن أهمية الأسئلة للطفل وكيف أنها تلعب دورا كبيراً في تنمية الذكاء عنده.
إن طرح الطفل للأسئلة يكون أول خطوات تشكيل الحياة الاجتماعية بالنسبة له فهو من خلال ذلك يكتشف العالم و يتفاعل مع الجو المحيط به. كما أن الأسئلة هي عبارة عن مفاتيح تعلُم تفتح أبواب الأفق المعرفي وتسمح للطفل بتنمية الخيال والإبداع الفكري, حيث يعتبر الخيال والإبداع من اهم ما يجب تنميته لدى الطفل في مرحلة 3 – 6 سنوات .
يقول في ذلك اينشتاين عالم الفيزياء الشهير مقولته الشهيرة : ” الخيال أهم من المعرفة, فالمعرفة محدودة بما نعرفه الآن وما نفهمه , بينما الخيال يحتوي العالم كله وكل ما سيتم معرفته أو فهمه إلى الأبد .”
طرح الطفل للأسئلة يمكنه من بناء تركيبات جديدة نحو الإبداع و تشكيل أول أدوات تحويل المعارف الى واقع .
أغلب أسئلة الطفل تبدأ بـ لماذا؟
مثل لماذا أختي مختلفة عني ؟ لماذا تذهبين للعمل ؟
لماذا تطير العصافير ؟ وغيرها الكثير. إن سؤال ”لماذا“ بالتحديد يقود الطفل بطريقة طبيعية وتدريجية لحل المشكلة واتخاذ القرار لاحقا .
أيضا يطرح الأطفال أسئلة تبدأ ب “كيف” ؟
وعادتاً ما يقود السؤال الذي يبدأ ب كيف الطفل إلى البحث والتحري وتساعد الإجابة عنه في تحسين الأمور وتغير نظرت الطفل إليها .
اما الأسئلة التي تبدأ ب لو ؟
فهذه الأسئلة غالبا ما تكون أسئلة العلماء , يطرح العلماء دائما أفكار تبدأ ب لو , مثلا يسأل العلماء لو فرضنا أن سرعة انسان أصبحت تساوي لسرعة الضوء ماذا سيحدث ؟
عزيزتي الأم إجابتك على سؤال لو بالتحديد يحفز الطفل على التفكير ورؤية الأشياء من عدة زوايا والانطلاق بالفكر بدون حدود و هذا كله يؤدي إلى الإبداع .
ف لو بطريقة غير مقصودة من قبل الطفل تقوده الى تعلم طرح الافتراضات التي تعتبر بند مهم من بنود أي دراسة بحثية .
لو هو السؤال الذي قاد العلماء الى الاختراعات والاكتشافات والوصول الى ما وصلنا اليه اليوم. فلا تبخلِ عليه عزيزتي الأم بالإجابة عن هذا السؤال الذي قد يجعل من طفلك عالما أو مخترعاً.
عزيزتي الأم , أجيبي عن أسئلة طفلك مهما كانت تافهة ولا داعي للتفاصيل في هذا العمر لأنه لن يستوعبها .
في الختام لا تتردي في إنهاء إجابتك بالتشجيع والتأكيد على عبقريته
وتهنئته على هذا الخيال الواسع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى