من يثقب هذا الليل؟

[review]مَنْ يثقبُ هذا الليلْ؟؟؟
عبد الكريم أبو الشيح
في وطني
ينتظر الحلم على قارعة النومِ
عساه يمرُّ به عابرُ نومٍ يأخذهُ
لتخومٍ يورقُ فيها خبزاً ونبيذاً وصبايا
في وطني
لا الحلمُ يملُّ ولا عابرَ نومٍ
يجرؤُ أنْ يثقبَ عتمةَهذا الليلِ
بغمْضةِ عينْ
فتحطَّ على الأهداب فراشاتٌ
تنسجُ خيطَ النومِ مدائنَ من نورٍ ومرايا
لا يُفسدُ صفحتَها الخرّاصونَ،النخّاسونَ
سماسرةُ الأحلامِ،وكتّابُ الوحي الصهيونيّ يخطونَ
بقوت الأطفال العهدينْ………….
حتى الأحلامُ
غدتْ في عُرْف الغرف الحمراءِ سبايا
منْ يجرؤُ أن يثقبَ عتمةَ هذا الليلِ بغمْضةِ عينْ؟؟؟
مَنْ يغمض عينيه هنيهة حلمٍ
يتناثر في عينيهِ الليلُ شظايا،
تبيّضُّ حدودُ أناهُ
وينزلقُ الدربُ عن القدمينْ
تتثاقلُ خطوتهُ
وتميدُ به الأبعادُ ؛ الأولُ يفقدُ فيه قوى الجذبِ الطينيّ
ويتركه البعد الثاني كي
يسقطُ في البعد الثالثِ منكفئاُ في دائرة اللا(أينْ).
في وطني ..
لا الحلمُّ يملُّ ولا عابرَ نومٍ
يجرؤ أنْ يستدرجُ هذا الليلَ لحُجرتهِ
فيُظنَّ به السوءُ،
وإذ ذاك يُقامُ عليهِ الحدُّ بسيفينْ.

في وطني
حين يحطُّ الليلُ على صدر الكرةِ
الموبوءة بالقهر وبالجوع يضيئون قناديل الهمِّ
لكي لا يغتالَ النومُ بقاياهم تحت سكاكين الحلمِ
فإنّ الحلمَ على أكتاف بلادي محظورٌ
والحالمُ يغدو ــ بقرار رسميٍّ ــ أفّاكاً
ويُصنّفُ في صفحات الإعلام الرسميّ بـ (بيّاعِ حَكايا)
في وطني
أصعدُ أدراج الليلِ وليسَ على
أدراج الليلِ سوايْ
أرقبُ أكداس الأحلامِ المُلقاة على أرصفة النومِ
كغيمٍ
يتحيَنُ أن يهطلَ في قلب الأرض حقولاً،
وغناءً في قلب النايْ
أصعدُ أدراج الليلِ وأبكي:
مَنْ يحملُ هذي الأحلامَ ويَبذرها
في قلب الأطفال عساها
تورقُ فوق أكفِّهمُ وطناً
لا جوعَ به ..لا قهرَ…ولا بهتانْ
وطناً ..لا يسكنهُ غيرُ الإنسانْ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى