عيون القلب

عيون القلب

مجد الرواشدة

لربما ولأول مرةٍ منذ زواجي انتبه للصورة التي قد اخترتها لتغطي زجاج ( غاز اليونيفيرسل) عندي ، لأول مرةٍ انتبه أنها وردتين وبضعُ قلوبٍ حمراء حولهما ، لم انتبه لا لكوني لا أحب الورد ولكن انشغالي الدائم بمعدات الغاز كان قد أشاح بعيني عن جمال الصوره ، فدوماً أهتم أن تكون عيون الغازِ نظيفة حتى أنني أدقق على نثرات الزيتِ التي تتخذ من الحوافِ مسكناً لها ، والحقُ يقال أن ( السيترس ) هو صديقي الحاضر دوماً بجانب علبة ( الجولدن ) يسعفني كثيراً وله الفضل في تخلصي من آثار الزيوت المتراكمة .

لستُ أدري لما تشبه عيون الغاز قلوبنا ، فكلاهما يحترقُ كي ينضج حبٌ ما ولو بصورةٍ مختلفةٍ بكليهما ، فعين الغاز تطهو منسف الأعراس وهي ذاتها تطهو منسف الأتراح ، كما أنها تغلي قهوة أفراحنا وأتراحنا ، تماماً كما هي قلوبنا تبكيها دمعة وتُضحكها زغرودة ، في الحقيقة إن قلب المرء منا يحترق تماما ً كما تحترق عيون الغاز ، مرةً بعد مرة وموقف بعد موقف تصبح العيون النحاسية مائلة للسواد ، تماماً كما قلوبنا التي تحرقها ألسنه القدر

من منا لم يبكِ يوماً ؟ من منا لم ينم ودمعة ما تحدرت على خديه فغفي موجوعاً ؟ من منا يا ترى بقي يعد نجوم الليل حتى بزغ فجر فرحته ؟ من منا لا يملك تاريخاً لا ينساه ؟ أمساً لا يأفل عن ذاكرته ؟

صورة لا ترحل ملامحها عن خاطره؟ ، من منا لم تتسارع دقات قلبه لحظة ، من منا لم يشعر بأن الكون ضيقُ على اتساع أفق مسرته . عيون الغاز وعيون القلب سواسية فحتماً تلك الطبخة التي نعدها على نار ٍ هادئة لا تشبه أبداً تلك التي تكاد تحترق أيادِ الطنجرة من تسارع همتنا باعدادها ، تماما كما هي عيون قلوبنا معارفنا إما يأتون ليحرقوننا واما كي يجعلوننا ننضج ، كي ننظر للحياة هذه المره بعيون العقل هذا إن كان من يحب يبقى له عقلاً من الاساس .

غدا يوم الحب ، واليوم نظفت عيون الغاز جيداً تماماً كما ينظف الله برحمته قلبي كل حين ، ولكنني حين سمعت عروضا ً على هدايا الحب تساءلت وقلت : أيكبر الحُب بوردة ، أتزيد العاطفة بدبدوبٍ أحمر ، أيحتاج العاشق منا لهدية كي يحب توأم روحه أكثر، صدقوني لا شيء يزيد الحب ولا شيء ينقصه تبصر عين الحب فينا تماماً كما تُبصر ألسنة الغاز وصولها لكل العيون وبذات المقدار .

فالحب أحيانا ً يزورنا على شاكله صديق أو حبيب أو أهل أو سترة أو صحة ، الحب هو تلك النار الهادئة التي نقلب على زيتها زعتر حبنا وودنا ، لا تنتظروا الهدايا و الورود انتظروا لقمة هناء ترضيكم وتسعدكم فكم من امرء أحبنا وما أهدانا وردة يوما ولكنه صبر حتى نال ود قربنا .

عن نفسي أنا أهدي قلبي كل امرء عرفته وأحب ما أكتب وأحب مجد الانسانه والام أحب الرجل الذي اشترى لي غازاً واختارني أن أطهو له كل يوم. فالحب هو عين تتمنى أن تراك كل حين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى