عملية ليفربول / مهند أبو فلاح

عملية ليفربول

مهند أبو فلاح

تستحوذ لعبة كرة القدم البريطانية المنشأ على اهتمام
الفئات الشبابية في كثير من الاقطار العربية
و يتصدر الدوري الانجليزي قائمة المتابعة التلفزيونية نتيجة لوجود بعض اللاعبين العرب فيه و على رأسهم الكابتن محمد صلاح نجم المنتخب القومي المصري .

محمد صلاح النجم القادم من ارض الكنانة و الذي فرض حضوره في احد اعرق الأندية الإنجليزية الا و هو نادي ليفربول خطف الاضواء من عدد كبير من نجوم البريمر ليج ( الدوري الانجليزي ) عبر اهدافه الرائعة و تمريراته المتقنة و تحركاته المذهلة على نحو أذهل عشرات الملايين من عشاق الساحرة المستديرة ليس في داخل انجلترا فحسب بل في سائر انحاء المعمورة .

مقالات ذات صلة

على اية حال فإن نادي ليفربول الذي يلعب له صلاح و يحمل نفس اسم المدينة الساحلية الواقعة الى الشمال من العاصمة البريطانية لندن كان كما هو معلوم احد ابرز الأندية في انجلترا على مدار عقود طويلة من الزمن و قد تسيد المشهد الكروي المحلي كما القاري الأوروبي خاصة في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي حينما حاز على العديد من البطولات بفضل مجموعة من النجوم الأفذاذ على رأسهم هدافه الويلزي الأسطوري إيان رش المتحدر من ويلز او ما تعرف ببلاد الغال جنوب الجزر البريطانية ناهيك عن آخرين امثال الاسكتلنديان كيني داجليش و جرايام سونيس و روني ويلان لاعب منتخب جمهورية إيرلندا و لا ننسى بطبيعة الحال حارس مرمى منتخب زيمبابوي ( روديسيا الجنوبية ) بروس غروبيلار المثير للجدل و الذي يعزى إليه الفضل في إقصاء مصر نفسها من تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال الولايات المتحدة الامريكية في العام ١٩٩٤ .

بيد أن قلة قليلة من النشء العربي الصاعد الواعد المولع بلعبة كرة القدم من مشجعي ليفربول حديثي العهد في المجال الكروي ناهيك عن صغر سنهم الذي يذكرون ان نادي ليفربول تحديدا قد سبق له أن تعاقد مع اثنين من لاعبي كرة القدم من الكيان الصهيوني و هما كلٌ من روني روزنتال في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي و يوسي بن عيون في أوائل العقد الماضي من القرن الحادي و العشرين الحالي .

المفارقة العجيبة الغريبة لا تكمن في تعاقد النادي الانجليزي العريق مع لاعبين ينتمون إلى دول كانت في حالة حرب معلنة الى ماضٍ قريب حتى إبرام معاهدة كامب ديفيد المشؤومة في العام ١٩٧٩ انما ايضا في كون ميناء ليفربول محطة لإنتاج و تسليم قطعتين حربيتين بحريتين لكلٍ من مصر و الكيان الصهيوني في العام ١٩٥٥ !!!

العام ١٩٥٥ شهد تسليم المملكة المتحدة للمدمرتين إيلات و يافا الى العدو الصهيوني و القطعتين البحريتين الظافر و القاهر الى مصر كما يبدو بناءً على عقود تم ابرامها بين الطرفين خلال العهد الملكي قبل ثورة ٢٣ تموز / يوليو المجيدة في القطر المصري الشقيق و التي أطاحت بنظام الملك فاروق المخلوع و اتفاقية الجلاء التي ابرزها نظام الضباط الاحرار مع بريطانيا في صيف العام ١٩٥٤ بعد محادثات ماراثونية .

اللافت للانتباه حقا ان سلاح البحرية في القطر العربي المصري الشقيق يحتفل خلال الأيام القليلة القادمة بذكرى اغراق المدمرة إيلات في ٢١ تشرين اول اكتوبر ١٩٦٧ بعد بضعة أشهر من نكسة حزيران / يونيو ١٩٦٧ خلال ما عرفت بحرب الاستنزاف التي استمرت ثلاثة اعوام و تعرف لدى العدو الصهيوني بحرب الألف يوم .

إغراق المدمرة إيلات ادى الى مصرع ٤٧ ملاحا بحريا صهيونيا و إصابة ٩١ آخرين و اصبح عيدا قوميا لسلاح البحرية المصري و لكن الأمر الاخر الذي تم كشف النقاب عنه مؤخرا هو ان القوات البحرية المصرية البطلة تمكنت في اليوم ذاته من اغراق قطعة حربية بحرية صهيونية أخرى الا و هي يافا التي صنعت في ليفربول ايضا و تكتم حكام تل أبيب على أمرها جريا على عادتهم في إخفاء خسائرهم الحقيقية كما أفادت بذلك مجموعة ٧٣ مؤرخين العربية المصرية المتخصصة في الشؤون العسكرية مما دفعنا إلى تسمية هذه العملية بعملية ليفربول .

فما أحوجنا اليوم يا ابناء عروبتنا الخالدة ان نستذكر هذه الصفحات المشرقة من تاريخ امتنا المجيدة لتكون نبراسا منيرا لنا يضيء دروبنا و يبث الامل فينا بغدٍ مشرق مضيء يبشرنا بتحرير ارضنا المغتصبة في فلسطين و الجولان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى