استراحة مرزوق وسمعة / علي شريف

استراحة مرزوق وسمعة
علي شريف
قبل سنوات كان التلفزيون الاردني يعرض مسلسلا كوميديا عبر شاشته بعنوان استراحة مرزوق وسمعه من بطولة الراحل الفنان حسن ابراهيم والمبدع موسى حجازين .
وكثير من الاجيال الحالية لم يشاهد المسلسل او نهفات مرزوق وسمعه الذين تشاركوا في استراحة وكانا يديرانها بطريقة كوميدية ممتعه جدا مما ادى في النهاية الى استمرار خسائرها نتيجة عدم الادارة الصحيحة.
استراحة مرزوق وسمعه كمسلسل تلفزوني انتهت وربما نسيها عدد كبير من الذين كانوا يشاهدونها ولكنها بقيت مستمرة على شاشة الحياة وتعرض باستمرار خصوصا في بعض الاندية الرياضية التي اصبحت مشهدا كوميديا مخزيا يضحك الناس عليه تارة وتارة يبكون.
بعض الاندية الرياضية اصبحت تدار بعقلية الاستراحة فهي خصصت فقط لشرب الشاي والقهوة والصراع على النفوذ واستبعاد المؤهلين للاصلاح مع بقاء الابواب مفتوحة لكل عابر سبيل ياتي اليها بغية الراحة والتمتع ببعض المشاهد الكوميدية المضحة التي تمارسها ادارة تلك النوادي.
ومرزوق وسمعه اصحاب الاستراحة التلفزيونية غادرا ولكن بقي مرزوق وسمعه اصحاب الاستراحة الجديدة التي باتت تدار بعقلية غريبة عجيبة قوامها الاساس انا ومن بعدي الطوفان.
لنتكلم بصراحة بعض الشيء في كل اندية العالم ثمة احترام للتاريخ وللاعبين القدامى والمدربين حيث يكرمون على مدار السنوات ومنهم من يصبح رئيسا ومنهم يصبح لاعبا ومنهم من يبقى في قيود الهيئة العامة ليبقى ذكرى للاجيال القادمة تدق ان طرقها النسيان.
في استراحة مرزوق وسمعه يتم فصل كل من ذكر حتى الداعمين حتى الذين افنوا حياتهم يدافعون عن مسيرة هذه الاندية بحجة عدم دفعهم لاشتراكاتهم بل الانكى انهم يقومون بالدفع عن اشخاص لا يعرفون طريق النادي ولا في اي مكان يقع وكل غايتهم فقط الجلوس على الكراسي.
في استراحة مرزوق وسمعه كان هناك ادارة للاستراحة حيث كان يتنافس دائما عليها كلا الفنانين بل انهم وضعوا كرسيين على المكتب حتى لا يتفرد احد منهما بالقرار لكن في استراحتنا في الاندية الرياضية لا يوجد قرار ثابت فمرة يعتذرون عن شيء ليعودوا وينافوا الاعتذار ومرة يصرحون بشيء ليثبتوا انهم ليسوا على قدر تصريحاتهم وفي اغلب الاحيان تبقى نظراتهم وقلوبهم معلقة بالكرسي وكيف يبقى.
في استراحة مرزوق وسمعه الرياضية التخطيط لا يتعدى شرب كاس من الشاي او تقديم شكوى بعضو اعترض على قرار او انتقد او محاربة كل صاحب انجاز واضطهاد اشخاص ليس لهم ذنب الا انهم يفهمون ما هية العمل الرياضي .
سمعه كان يشك بمرزوق ومرزوق كان اكثر شكا بسمعه وكلاهما كان يشك بمن حوله حتى انهارت استراحتهم تماما مثل ما يحدث حاليا الجميع ينتظر التقدم ومرزوق وسمعه الرياضيون يدفعون العجلة الى الخلف.
اندية تقاد بعقلية الدكانة وعقلية الاستراحة وادارات باتت مهنة من لا مهنة له وكل الحسابات باتت تقول مرزوق وسمعه او بعدهما الطوفان لكن لم يكن احد ينتبه ان الطوفان قادم ان عاجلا ام اجلا فالتاريخ بات يتكرر وسيعود ان لم يكن الان فغدا وان لم يكن غدا فبعد الغد لتذهب الاندية الى الجحيم ويعيش مرزوق وسمعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى