يوميّات خائف كورونا (15)

يوميّات خائف كورونا (15)
كامل النصيرات

معروف عني بأني لا أسلّم رأسي لأحد؛ هذا رأسي وتسليمه يعني الطاعة والخنوع ..ولكنني تذكرتُ إنني سلمته مئات المرات للحلاقين..!

بعد أن كتبت لكم آخر مرة عن الهرش والحلاقين وفقدانهم في الحظر وقرأت زوجتي هديل ذلك المقال بتحد كبير؛ لم أنته إلا وماكنة الحلاقة بيدها وتأمرني وهي تضحك بأن أسلّم رأسي لها ..! أعترف بأنني جفلت جفلة تخشاها الصحراء.. رفضتُ وبشدّة..! أنا أبو وطن على سن ورمح أسلِّم رأسي لامرأة؟! يا فضيحتي عند العربان والبوادي..! ماذا سيقول عنّي عرب الشيخ شفرة أو عرب الشيخ موضة..؟ لا لا لا ..ولا يمكن..

ولكنني نخّيت بعد أخذ تعهدات كاملة بأن أعامل معاملة الأسير السيد..وأن يكون لرأسي كامل الاحترام والتقدير ..وأن تكون هيبة شيباتي على سُلّم أولويات المعاملة الحسنة..!

مقالات ذات صلة

وما كادت هديل تبدأ بجزّ أول كومة من الشعر وما أن أحسّت أن وضع رأسي الآن مزرٍ ولا أستطيع التراجع بل سأرجوها أن تكمل حتى ظهر الوجه الآخر لها؛ إخشنّ صوتها؛ وكثرت أفعال الأمر في كلامها..صارت سيّدة الموقف وأنا أسيرها بكامل انقيادي لها : دنّقْ..أدنق وأنا ساكت..! زيحْ هيك ..أزيح وأنا بكامل صمتي..! لا تتحرك ..لا أتحرّك وأبقى صنماً مطيعاً..ارفعْ نزّلْ اسكتْ انفخْ نفِّسْ جلّسْ ..وأنا الصابر الصامد الذي لا يقاوم ؛ فبعد قليل تعود القيادة إليّ بكامل بطشها..!

وها قد عادت..وصرتُ أنا من يصدر أفعال الأمر: زيحي هيك..بعدي عن وجهي..ولكن الشهادة لله كانت حلاقة كأنها عند الحلاق وزيادة..مع أنها أوّل مرّة تحرث في رأسي..!

وما أن انتهت حتى جاءني اتصال من صديقي الشاعر غازي الذيبة يحدثني فيه عن تسليم رأسه لزوجته كاملاً غير منقوص..وأنه راضٍ عن النتيجة..!

يا أيها الأزواج الباحثون عن حلاّقين: دونكم زوجاتكم سلموهنّ رؤوسكم وأنتم على جبلٍ من المكاسب..!

يتبع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى