عقول فيسبوكيّة / د. ناصر نايف البزور

عقول فيسبوكيّة
أرسلتُ قبل فترةٍ وجيزةٍ طلبَ صداقةٍ إلى أحدِ دكاترتي من الماضي الغابر، وذلك مِن بابِ تقديري لِسِنِّه لا لِعِلمِه؛ مع أنّني شخصياً قليلاً ما أرسِلُ بطلبِ صداقة للآخرين 🙂 وقد قبِل طلب صداقتي 🙁 وبعد أيّام أثنيتُ على فكرةٍ راقَت لي في أحد منشورات ذلك الدكتور الجاهزة؛ فامتدحني ورَحَّب بي بل وطارَ فرحاً… 🙂
لكنّني حاولت بعد يومين بكلِّ أدبٍ واحترام كبيرين طرحَ وجهة نظري المخالفة له قليلاً حول محتوى منشورٍ جاهزٍ آخرٍ على صفحته…فتفاجأت قبل ايّام انّه قد “بلكَكَ” حسابي حَظراً وحَجْراً وهَجراً بائناً بينونةً كُبرى دون سابِقِ إنذار أو إشعار أو حوار… 🙁
يا سادة، لماذا كلّ هذا الضيق في الأفق و الضيق في الصدور والعقول… 🙂 لماذا لا نسمح لبعضنا البعض أن نختلف في وجهات نظرنا… 🙁 قد نتَّفقُ أحياناً ونختلفُ أحياناً…تتقارب قلوبنا وعقولنا وميولنا أحياناً وتتخالف أحياناً… لا ضير في ذلك يا سادة… 🙁
حظرك لي لمجرّد مخالفتك في وجهة نظر يعني جنونك ونرجسيّتك وداعشيّتك الفكرية الإقصائية… ويعني أيضاً أنّك لا تستحق أن تكون أستاذاً جامعياً ولا مُربيّاً… 🙁
أنا شخصياً أسمح لطلبتي في بداية كلّ محاضرة أن يطرحوا افكارهم ووجهات نظرهم بكلِّ حرّية ورحابة صدرٍ..وسعةِ أفق… 🙂 أحاورهم… وأجيبهم… وأرشدهم…وأستفيد مِنهم… وأستمتع والله بالاستماع لتجاربهم وأفكارهم وآرائهم…. 🙁 هذه العملية تبني عقولاً وبشراً ومستقبلاً…أمّا المحاضرات العلمية المحضة والتشنّج بالرأي وإقصاء الآخرين فلا تبني شيئاً سوى التخلّف والانحطاط الفكري وخطاب الكراهية… 🙁 فهل فقدنا عقولنا واكتفينا بالعقول الفيسبوكّيّة الافتراضية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى