شمعة تحترق / طارق آل سعيفان

شمعة تحترق
منذ سالف الأزمان حينما كان لقومي عزتهم و شموخهم، كان المعلم حصنًا منيعًا في وجه كل عابث بأجيال مستقبل قومي، و على مرِّ التاريخ سيبقى المعلم واقفا على قدميه كالسارية يدافع عن أجيال المستقبل، حتى قبل أن يبنيهم أو يصنعهم، على الرغم من وجود من يتخاذل، و يبيع و يشتري بأرزاقنا متلاعبًا بمصائرنا ليحقق تلك الأجندة التي قد قبض البعض ثمنها منذ أزمان، إلا أن المعلم يأبى أن يبقى في صف الجالسين الناظرين على أبواب الطابور الخامس، أو على دكة الاحتياط، بل هو يؤثر من على نفسه ساعيًا باستمرار للتغير نحو مجتمع يعرف حقوقه و يؤدي واجباته، و لأن الجميع يرفض إعطاءه زمام القيادة، متناسيًا أن المعلم هو أساس الرقي و التقدم، فقد اختار أن يكون في الصف الأول كلما وجد فجوة بين فئات و أطياف المجتمع، أو لاحظ شرخا يحتاج إلى الترميم في أي ركن داخل مجتمعنا ليحافظ على منعة أبنائه و قادته الذين يصنعهم مفنيًا عمره لأجلهم، فيبقى شامخًا رافضًا أن تُلدغَ الأمة عبر المناهج التي يسعى البعض لتشويهها بأي ثمن، إن المعلم لن يتنازل عن حقه في رفعة الأمة و سيظل الشمعة التي تحترق لإعادة إعمار ما يتم هدمه عبر الأبواق المسمومة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى