مرحلة مصيرية / د. عبد الله بطاح

تعب وسهر، ساعات تقضى بين دفتي كتاب أو دفتر، أمّ تسهر على راحة ولدها أو ابنتها، أب يجلس وبيده هاتفه يبحث عن أسئلة وإجابات متوقعة لهذا العام، هدوء يطبق على أركان البيت، تلفاز مغلق منذ بدء العام الدراسي، ضيوف يتجنبون الزيارات تجنبا للإحراج فغرفة الضيوف مستولى عليها، وكتب مبعثرة هنا وهناك، وأوراق متطايرة رُسم عليها رموز- لو وجدت بعد ألف سنة لظنوا بأنها خريطة كنز، وملابس معلقة خلف الباب.
لا نعتب عليكم فالمرحلة مصيرية، والتحديات كثيرة، والمعيقات تُذوّب في سبيل راحتكم…يا لها من سنة صعبة يمر بها كل أردني يعيش على ثرى هذا الأردن الطاهر.
واليوم لا بد من المكافأة وحصاد ثمار سنوات العمر التي قضيت في انتظار هذه اللحظات الجميلة… فقد أعلنت النتائج وكل واحد منكم حصل على نتيجته فإما أن تكون النتيجة سيمفونية يعزف عليها طول العمر ويفتخر بها أمام الجميع ويلتحق بكوكبة العلماء الذين سبقوه على مقاعد الدرس؛ ليشق طريقه…أو سيجلس ملوما محسورا متواريا عن الأنظار يبحث عن مأوى يأويه ليومين أو أكثر…ولكنها ليست نهاية الحياة فلملم أوراقك وأشعل قناديل الهمة العزيمة في صدرك وانهض بهمة جديدة فالحياة ما زالت تفتح لك ذراعيها…. فألف ألف مبارك لمن حالفه الحظ ونجح في الثانوية العامة وحظا أوفر لمن أخفق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى