عريب الرنتاوي

عريب الرنتاوي

د. ذوقان عبيدات
الحملة على عريب #الرنتاوي #ظاهرة غير فريدة، لأنها تنسجم مع سلسلة #الأزمات و #التحديات #المصطنعة التي يخلقها أخصائيون. كتبت قبل أسبوع عن مجتمع ما فوق الكراهية، وكيف تفوقنا وكيف تولد لدينا كل هذا التوتر!
وكتب أيضًا عن العقل الأداتي الذي يطبق ما تعلمه دون تردد.
وكتب عن العقل اللاعاقل الذي لا يستخدمه صاحبه، وكتبت عن العقل الناقل الذي ينسجم مع الشائع دون فحص، ولكن لم يدر ببالي أن هناك عقلاً أشد خطورة من كل هذه العقول؛ قد لا أعثر له عن اسم، واكتفي الآن بذكر خصائص.

  • إنه #عقل يقرأ نصف الحقيقة ويخفي النصف الآخر عمدًا.
  • إنه عقل رفع صاحبه إلى أعلى درجات التوتر دون أي استفزاز.
  • إنه عقل إقليمي غير وطني.
  • إنه عقل انتقائي.
  • إنه عقل سماه إبراهيم بدران “عقل داحس والغبراء”.
    شاهدنا هذا العقل عند #الدواعش: فقتلوا وذبحوا حتى ناهض حتر! شاهدنا هذا العقل في أزمة النائب المستقيل. شاهدنا هذا العقل يثور لقضايا وهمية دون القضايا الأساسية: قاطع هذا العقل بضائع دنماركية وهولندية وفرنسية ثم تراجع عن ذلك دون سبب.
    تعرض هذا العقل لموضوع نقل السفارة الأمريكية على القدس وسكت ولم يتكلم.
    تعرض أيضًا لقضايا الاعتداء على المسجد الأقصى وسكت ولم يفعل شيئا، وفي ذهني أنني لا أطالب هذا العقل بعمل شيء ضد القضايا الكبرى: الفساد، إعاقة الإصلاح، التزوير، التداخلات، شراء الأصوات، الفقر! وأفهم ذلك:
  • هذا اللاعقل يتخصص في القضايا الوهمية يعظم ما هو تافه ويستصغر ما هو عظيم!!
  • هذا اللاعقل مستعد لخوض المعارك غير المكلفة، إنه مستعد للتضحية بما يملك من مفردات سلبية وينفقها على قضية دون أن يطلب منه دفع ثمن.
  • هذا اللاعقل يثور-دون قضية- ينحاز للعشيرة الصغرى ظالمة أو مظلومة، ثم يدعي الانحياز إلى العشيرة الكبرى ولو تحت غطاء شعار الوطن!
    إنه عقل المعارك المثيرة – والرابحة شعبويا – فخير الهبة ما كانت في سبيل الوطن.
    ظاهرة – الحملة ضد عريب – لها أبعاد سيكولوجية تتعلق بالصحة النفسية وهذه مسؤولية علماء نفس! ولها أبعاد قيمية مجتمعية وهذه مسؤولية علماء اجتماع، ولها أبعاد وطنية وهذه مسؤولية القادة ولها – والله أعلم – أبعاد أخرى!!
    لست مدافعًا عن عريب مع أن هذا مطلوب، ولكنني أدافع ضد عقل خطر أساء يومًا تفسير ما كتبت! عقل اختطف المجتمع تحت ذرائع وطنية حينا، ودينية أحيانا، وإقليمية غالبا.
    الحقيقية أمامي نحن مجتمع يمتلك روحًا وثابة بأعلى درجات التوتر، وليس لدي تفسير كيف حدث هذا ومتى ولماذا؟؟ ولكنني أرى الحل في الإصلاح التربوي بدءًا من المناهج.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى